: آخر تحديث
يجعل اتخاذ القرارات المصيرية مهمة معقدة وتحتاج لموافقة عدة جهات

تعدد مراكز القوى في باريس سان جرمان يعيق نجاح المشروع الرياضي

88
73
60

 تحت عنوان " من يقرر في نادي باريس سان جرمان ؟ " نشرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية تقريراً انتقدت خلاله ضمنياً تعدد مراكز القوى في صناعة القرار في النادي الباريسي  سواء كانت إدارية أو فنية.

وبحسب التقرير، فإن تعدد مراكز صناعة القرار يجعل اتخاذ القرارات المصيرية مهمة معقدة وتحتاج لموافقة عدة جهات في الدوحة وباريس على مستوى مجلس الإدارة والجهاز الفني للفريق.
 
وتؤكد الصحيفة أن صناعة القرار في "حديقة الأمراء" عملية قد يشارك فيها ستة أطراف لكل واحد منهم تأثير على الفريق من الناحية الفنية أو الإدارية.
 
وتشمل هذه المراكز كلا من مركز الدوحة الذي يمثله أمير قطر حمد بن تميم آل ثاني ويمثل القوى المركزية، بينما بقية المراكز الخمسة ومقرها العاصمة باريس، فتضم الرئيس القطري ناصر الخليفي و البرتغالي انتيرو هنريك المدير الرياضي في النادي و جون كلود بلان المدير العام في النادي والبرازيلي شيرر ماكسويل المنسق الرياضي والإسباني أوناي إيمري المدير الفني للفريق ، فيما تبقى صلاحيات المنسق و المدير الفني سواء الحالي أو الاسبق او القادم ضعيفة أمام بقية المراكز.
 
وجاء التقرير الذي ينتقد السياسة المتبعة لإدارة شؤون النادي الباريسي بعد الهزات العنيفة التي عرفها الموسم الجاري سواء في ما يتعلق بقضية المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا أو قضية المدرب الجديد وقضية التعاقدات وغيرها من القضايا التي أثارت جدلاً في الأوساط الباريسية والفرنسية.
 
وبحسب الصحيفة، فإن أمير قطر يُعد الرئيس الحقيقي للنادي، وأن جل القرارات الإستراتيجية والمصيرية يتم إتخاذها بناء على رغبته ، حيث يستحيل اتخاذ أي قرار هام في النادي دون موافقته، مؤكدة بان التعاقد مع البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كيليان مبابي كان بإيعاز منه ، إضافة إلى قرار إبعاد المدرب الفرنسي لوران بلان عن الفريق في نهاية موسم (2015-2016) ، فيما ذهبت تقارير إعلامية عديدة إلى التأكيد على أن أمير قطر هو من اختار الألماني توماس توخيل ليحل محل الإسباني ايمري مدرباً للفريق بداية من الموسم القادم.
 
وذهبت الصحيفة إلى ابعد من ذلك بتأكيدها على أن عددًا من نجوم الباريسي لهم اتصال مباشر بأمير قطر وخصت بالذكر قائد الفريق ومدافعه البرازيلي ثياغو سيلفا.
 
وأوضح التقرير أن أمير قطر يتصل تقريباً بشكل يومي بالرئيس ناصر الخليفي لمعرفة تفاصيل ومستجدات النادي ، وانه لا يمكن معارضة أي قرار يصدره  لأن قراراته تنفذ وليست محلا للنقاش .
 
أما الرئيس ناصر الخليفي فيمتلك هو الآخر صلاحيات هامة في إدارة شؤون الفريق، مما يتيح له التدخل حتى في الجوانب الفنية للمدرب رغم إنشغالاته العديدة بحكم المناصب والوظائف التي يشغلها ، لذلك فإن حضوره في باريس يقتصر في الغالب على المباريات الرسمية، إلا انه بالرغم من ذلك يتابع باهتمام وعن كثب كل التفاصيل الإدارية والفنية مستفيداً من الطاقم العمل الذي يعمل تحت إمرته .
 
وكشفت مسألة التمديد للمدرب الأسبق لوران بلان بأن سلطته في النادي الباريسي تخضع للقرارات الصادرة من الدوحة، حيث كان مقرراً تمديد عقده ، قبل أن تقرر الدولة الخليجية إقالته ومنحه كامل مستحقاته المالية.
 
أما جون كلود بلان فهو رجل الظل حيث نادراً ما يظهر في وسائل الإعلام  بعدما عمل فترة في نادي يوفنتوس الإيطالي ، قبل ان ينتقل إلى باريس براتب شهري قدره 100 ألف يورو ، حيث أن مهمته إدارية بحتة، إذ يتولى الإشراف على إنهاء عقود اللاعبين الجدد، كما انه يعمل على موضوع اللعب المالي النظيف الذي يؤرق الباريسيين مع الاتحاد الأوروبي، لكنه يستحيل عليه اتخاذ أي قرار و لو كان هامشياً دون علم القطريين .
 
أما البرتغالي انتيرو هنريكي فدوره وصلاحياته فنية تقتصر على الإشراف على المفاوضات لإتمام التعاقدات الجديدة أو بيع اللاعبين غير المرغوب فيهم، حيث يفترض أن يكون له رأي وموقف من اسم المدير الفني الجديد غير أنه اصطدم برغبة القطريين المعاكسة لرغبته، حيث كان يسعى للتفاوض مع مدرب آخر غير الألماني توماس توخيل على غرار مواطنه سيرجيو كونسيساو أو الإيطالي انطونيو كونتي.
 
وكان القطريون قد اشتروا غالبية أسهم نادي باريس سان جيرمان في عام 2011 وعملوا على تعزيز صفوفه بألمع الأسماء من لاعبين ومدربين وإداريين على أمل إنجاح مشروعهم الرياضي الذي يستهدف التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا غير أن النتائج خيبت الآمال ، وظل الفريق الباريسي يودع البطولة القارية من الدور الربع النهائي في أفضل الأحوال.
 
وساهم تعدد مراكز صناعة القرارات المصيرية بالنادي في إضعاف الفريق، يأتي على رأسها قضية المدرب الجديد الذي سيتولى الجهاز الفني للفريق خلفا لأوناي إيمري ، ففي وقت كان المسؤولون في النادي بباريس يفاوضون أسماء تدريبية معينة، كان القطريون قد اختاروا اسم الألماني توماس توخيل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى فتور في العلاقة بينه وبين بقية المسؤولين في النادي ممن يتعامل معهم يومياً، مما قد يؤدي إلى فشل مهمته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة