: آخر تحديث
خلايا "اريغ" تفتح بابا جديدا لعلاج البدانة

اكتشاف نوع جديد من الخلايا الدهنية

84
96
85

اكتشف علماء سويسريون نوعا ثالثا من الخلايا الدهنية خلافا للنوعين المعروفين، البيضاء والبنية، ويبدو أنّ مهمتها تكمن في وقف تكوين المزيد من الخلايا.

إيلاف من برلين: يعرف البشر نوعين من الخلايا الدهنية، التي تحفظ الطاقة في شكل دهون في الجسم، وهي الخلايا الدهنية البيضاء والبنية. إلا أن العلماء السويسريين يتحدثون عن اكتشاف نوع ثالث من الخلايا الدهنية في اجساد اللبائن مهمتها وقف تكوين المزيد من الخلايا الدهنية.

ونشرت جامعة زيورخ التقنية على صفحتها الإلكترونية تقول إن اكتشاف هذه الخلايا يعد بطريقة جديدة لمعالجة البدانة، والامراض الناجمة عن البدانة، وظيفتها تتجسد في وقف تكوين المزيد من الخلايا الدهنية في الجسم.

ويمكن في المستقبل تحفيز هذه الخلايا الدهنية وتكثيرها بهدف وقف انتشار البدانة التي تحولت إلى مرض العصر. 

وهذا يعني من جهة أخرى التحكم إلى حد ما بعواقب البدانة المتمثلة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والدورة الدموية.

والخلايا الدهنية البيضاء تحتوي على قطرة كبيرة من الدهون محاطة بطبقة من السيتوبلازم. ونواة الخلية مسطحة وموجودة على الأطراف والخلية الدهنية يتراوح قطرها حول 0.1 مم ويمكن أن تبلغ نصف أو ضعف هذا الحجم وتخزن الدهون في حالة شبيهة بالسائل، ويتكون أساساً من ثلاثى الغليسرين وإستير الكولستيرول.

وتفرز هذه الخلايا هرمونات الريسستين واللبتين والأديبونكتين ويحتوي جسم الإنسان البالغ في المتوسط على 13.5 كجم دهون في حوالي 30 مليار خلية دهنية.

اما الخلايا الدهنية البنية فهي خلايا متعددة الأضلاع وتحتوي على كمية معتبرة من السيتوبلازم وقطيرات منتشرة داخله من الدهون. ويأتي لونها البني من الكمية الكبيرة من الميتوكوندريا داخلها، وتنتج هذه الخلايا الطاقة بكميات كبيرة خصوصاً لدى الأطفال.

ومعروف ان الخلايا البيضاء "العنيدة" تتراكم في الخصر والردفين والكرش، وهي خلايا متخصصة بخزن الدهون ولا تطلقها إلا بصعوبة عندما يحتاج الجسم إلى طاقة. هذا في حين ان الخلايا البنية تستهلك الدهون فيها كي تزود الجسم بالطاقة الحرارية والحركية التي يحتاجها. ولاشك أن تحويل الخلايا البيضاء إلى بنية يعني تنشيط كامل الخلايا الدهنية في عملية استهلاك الدهون المتراكمة في الجسم.

خلايا اريغ Areg

ركز فريق العمل المشترك من جامعة زيورخ التقنية ومن الجامعة البوليتكنولوجية الفيدرالية في لوزان على معرفة طريقة تكون الخلايا الدهنية في الجسم، لأن العملية مازالت غامضة بعض الشيء، بحسب ما كتبوه في التقرير الصحفي. 

ويعرف الطب بوجود خلايا أولية تتطور إلى خلايا دهنية بتأثير أكثر من بروتين وانزيم، وان هذه الخلايا الأولية قد تتوقف في ظروف معينة عن التطور إلى خلايا دهنية ناضجة. وكان فريق العمل يبحث بالضبط عن هذه الخلايا في الأنسجة الدهنية في الفئران حينما وقع على الخلايا الدهنية الجديدة.

وذكر البروفيسور كريستيان فولفارم، رئيس قسم بيولوجيا التغذية المتحولة في جامعة زيورخ، ان هذه الخلايا تعمل بمثابة "خلايا دهنية منظمة". وتفرز هذه الخلايا باستمرار العديد من البروتينات في الأنسجة التي حولها. 

وأفاد هوا دونغ، طالب الدكتوراه في فريق العمل، ان فريق البحث عثر في البداية على أربعة بروتينات تلعب دوراً في وقف تحول الخلايا الدهنية الأولية إلى خلايا دهنية ناضجة. واعتبر دونغ خلايا "اريغ" مثيرة للاهتمام علاجياً، لأنه يمكن استخدامها في وقف تشحم الجسم والأعضاء الحيوية.

توقف تكوين خلايا دهنية اضافية

إذ أن قدرة الخلايا الدهنية على خزن الدهون تصل إلى أقصى حدودها عند زيادة الدهون في الغذاء. وتكون النتيجة المنطقية هو ان الدهون تتسرب منها إلى الدم وتستقر في القلب والكبد وبقية الأعضاء الحيوية. كما يعمل الجسم في 20% من البدناء على تكوين المزيد من الخلايا الدهنية البيضاء.

ويضيف البرفيسور فولفارم ان شركات إنتاج الأدوية ركزت حتى الآن على البحث عن طريقة لتحفيز نمو الخلايا الأولية، لأنهم يعرفون انها قد تتوقف، في ظروف معينة، عن التحول إلى خلايا دهنية، لكنهم لم يبحثوا عن خلايا دهنية جديدة. واتضح الآن ان خلايا اريغ" هي المسؤولة عن وقف تكون الخلايا الدهنية في الجسم. 

وللتأكد من وظيفة خلايا "اريغ"، أجرى العلماء تجاربهم على فئران بدينة حرصوا على ابعاد خلايا أريغ من أنسجتها الدهنية. وكانت النتيجة ان عدد الخلايا الدهنية البيضاء والكبيرة زاد بشكل واضح في الأنسجة الدهنية.

وكتب البروفيسور فولفارم ان الكشف عن خلايا "اريغ" يفتح باب علاج جديد للبدانة والأمراض الناجمة عنها، ولكن علاج البدانة لايكمن في هذه الخلايا وإنما في وعي الإنسان بضرورة التغذية المبرمجة والمتوازنة القليلة الدهون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل