: آخر تحديث
الثلاثي جبران الفلسطيني يدعو للإنفتاح على الفن المغربي

بركات وأزاليا وغرباني يصدحون في فضاء الرباط

276
281
271

إبراهيم بنادي من الرباط: أحيا الفنان اللبناني ملحم بركات، سهرة فنية صاخبة في منصة حي النهضة بالرباط، حضرها جمهور عريض، وذلك في ثاني ليالي الدورة الـ15 لمهرجان موازين إيقاعات العالم.

بركات يلتحف العلم المغربي:
ولم يفوّت "بركات" فرصة الحضور بمهرجان موازين من دون أن يشيد بالاستقرار والسلام اللذين يسودان المملكة المغربية، معتبراً أن هناك مؤامرة تستهدف منطقة الشرق الأوسط، إذ قال خلال بداية حفله: "فليظل المغرب بلد السلام، فهناك مؤامرة كبيرة بالشرق كله".

وأدى بركات، الذي كان يتلحف العلم المغربي، باقة من أغانيه المشهورة  مثل" حبيبي انت"، و"بدك مليون سنة لتعرف أنا مين"، و" كل اللي بيشوفك بيحبك"، و"صاير كذاب اللي بحبو"، و" على بابي واقف قمرين". وبدا الجمهور متفاعلاً مع الفنان اللبناني، إذ ردد معه بعضاً من مقاطع أغانيه.

يُذكر أن هذه المشاركة هي الثانية له في مهرجان موازين، بعد الأولى في العام 2009.

أزاليا تلهب الشباب بعروضها:
من جهتها، أحيت  مغنية "الراب" و"الهيب هوب" الأسترالية إيجي أزاليا ثاني سهرات منصة "السويسي" بالرباط، بعد أن كان المغني الأميركي كريس براون نجم السهرة الأولى. وأبدعت في تنويع اختياراتها الغنائية أمام الجمهور، ذلك أنها قدمت عرضاً موسيقياً ألهب حماس جمهورها الغفير الذي تشكل في غالبيته من شباب تجاوبوا معها كثيراً ورددوا معها أشهر أغانيها. علماً أنها في أول مشاركة لها بمهرجان موازين، استطاعت كسب إعجاب جمهور المهرجان المولع بأغاني "الراب" الشبابية، والتي استطاعت بفضلها منافسة مشاهير الغناء الأميركي. 

وأعربت عن سعادتها لملاقاة جمهور مهرجان موازين في حفلها الأول بالمغرب، حيث تحدثت في لقاءٍ صحفي قبيل الحفل عن أملها في أن تشكل زيارتها للمغرب مناسبةً لاكتشاف الموسيقى المغربية ومختلف أوجه التراث الثقافي في هذا البلد. وكشفت النجمة - واسمها الحقيقي أميتيست أميليا كيلي- أن بناء مكانة فنية طليعية في مجال الراب أمر بالغ الصعوبة بالنظر الى التنافس الشرس بين العديد من المواهب والنجوم.

وعن الأسماء والتجارب، التي ألهمت اختياراتها الفنية، استحضرت فنانات الراب ليل كيم وترينا وإيفا معترفة بالتأثير الكبير بهذه الأسماء على مسارها الموسيقي والغنائي. كما أعلنت أن ألبومها الثاني سيصدر قريباً، علماً أنها تمكنت - وهي لا تزال بعامها الـ26 - من مجاراة نجوم "الراب" بحضورٍ لافت على الساحة الموسيقية العالمية. حيث مكنها ألبومها بعنوان "ذا نيو كلاسيك" الذي أصدرته سنة 2014 من تصدر قائمة التصنيف العالمي، فيما صنفت أغنيتها الرابعة بعنوان "فانسي" في المرتبة الأولى في تصنيف بيلبورد 100، ومكنّها من أن تصبح رابع مغنية "راب" تصل لهذه المرتبة.

غرباني يمزج بين ألحان كلاسيكية وعصرية إيرانية:
بدوره، أذهل المغني الإيراني الشهير علي رضا غرباني على مدى ساعة ونصف ساعة جمهور منصة شالة في الرباط  بحصة من الموسيقى الروحية، أداها في أولى مواعيد المنصة، علماً أنه يحل بالمغرب للمرة الثالثة، حيث أمتع برفقة ثلاثة عازفين الجمهور الذي غصّ به محيط منصة شالة، فقدّم مزيجاً من أغانيه الحديثة والقديمة.

وأبدى سعادته بوجوده في المغرب، وكشف أن له ذكريات جميلة فيها، مضيفًا أن "موازين" مهرجان يتميّز بتعدد الموسيقى والفنانين الذين يتوافدون عليه، وعبّر عن إعجابه بتفاعل الجمهور المغربي بمختلف الحفلات التي أحياها بالمملكة.

ومزج بين ألحان عصرية وكلاسيكية إيرانية، كما عمل على تنويعها وتطويعها بمواويل لاقت تفاعل الجمهور، كما ارتكزت تيمات الأغاني التي أداها على الحب والعشق والسلام، علماً أنه مع نهاية كل قطعة غنائية صفق له جمهور موازين "بكل كرم"، إعجابًا بما قدمه وقدِّمَت له وللعازفين باقات من الورود.

واللافت أن حفله قد تميّز بحضور جنسيات متعددة، أوروبية وأفريقية وحتى آسيوية، فيما قابل فريق العازفين، المكون من سامان سمالي وميلاد محمدي والحسين الزهاوي، الجمهور بإتقان العزف على آلة الرباب والدف والإيقاع، وأيضًا آلة "الطار"، ذات التاريخ التليد في الموسيقى الإيرانية، وفي عدد من الدول المشرقية، خاصة وأنها ارتبطت بالغناء الصوفي والأمداح النبوية.

يُذكر أن هذا الفنان الإيراني قد ولد سنة 1972 في العاصمة الإيرانية طهران، ويعتبر من بين أبرز فناني الجيل الثاني في الساحة الغنائية الفارسية؛ إذ لم يكن نهله من أسطورة الغناء محمد شجريان ومحمد رضا لطفي كافياً بالنسبة إليه، بل قام برسم مساره اللامع الخاص، ما جعله مغنّي الطبقة الأولى في إيران، وذا شهرة عالمية جعلت محبي الموسيقى من مختلف الدول يعشقون الفن الإيراني.

الثلاثي جبران الفلسطيني:
بدورهم، أكدوا أفراد الثلاثي جبران، فرقة العود الفلسطينية الشهيرة، أنهم يسعون إلى الاعتراف بهم كحاملي مشروع فني راقٍ لا كأبطال أو ضحايا يحملون هم الحرية والانعتاق. 

وأوضح عميد الفرقة، سمير جبران، في لقاء صحافي، اليوم الأحد، قبيل إحياء حفل بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، في إطار الدورة الـ15 لمهرجان موازين، إنه من الطبيعي أن تحمل أعمال الفرقة طابعاً فلسطينياً بحكم الإنتماء والتفاعل مع واقع الوطن تحت الإحتلال، لكنها تطمح أبعد من ذلك إلى تقديم فن حقيقي لا يتاجر بالهوية، بل يحمل قيمته في ذاته.

وقال سمير، الشقيق الأكبر لوسام وعدنان: إن الفرقة لا يعنيها أن تقدم فناً نخبوياً، لأنها غنت في أكبر المسارح وأمام جماهير حاشدة، مختلفة الفئات، ذلك أن مشكل التلقي يقع أساسا لدى المنتجين ووسائل الإعلام التي تصنع النجوم، على حساب الفن الراقي.

هذا وقدمت الفرقة تعازيها بوفاة عازف العود المغربي سعيد الشرايبي، الذي وصفته بالفنان العظيم، معتبرة أن فناني الشرق مقصرون في الإنفتاح على رموز الثقافة المغربية والمغاربية، ومدعوون إلى مد جسور التواصل في الفضاء العربي والعالمي.

واستعاد الثلاثي، الذي توِّجَ أخيراً في تطوان بجائزة زرياب التقديرية للعود، محطات من مسيرته الحافلة، مع استحضار خاص للشراكة التي جمعته مع الشاعر الراحل محمود درويش، في أمسيات تجاور فيها النغم مع الكلمة الشعرية. وبنبرة تأثر، قال سمير جبران إن مكان درويش كشاعر شاركهم المنصة "لا يعوض".

يذكر أن الأشقاء الثلاثة هم أبناء عازف العود الشهير حاتم جبران. وبدأت مغامرتهم كفرقة سنة 2003. وأصدرت المجموعة حتى الآن ألبوم  "تماس" سنة 2003، وألبوم "رندنة" سنة 2004، ثم "مجاز" سنة 2007 و"في ظل الكلام" سنة 2009 و"أسفار" سنة 2011. وهي تحيي بانتظام حفلات بأوروبا والولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية والعالم العربي.


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه