كوستا نافارينو : هيمنت الألعاب الأولمبية على حياة الألماني توماس باخ، من حامل ذهبية بمبارزة الفرق عام 1976 وصولا إلى رئاسة اللجنة الدولية قبل 12 عاما، ويستحق أن يكون "كواحد من أعظم ثلاثة رؤساء" بحسب ما قال مسؤولان تنفيذيان سابقان في اللجنة لوكالة فرانس برس.
سينتخب خليفة لباخ الخميس في اليونان ويواجه تحديات وأزمات لا تحصى، على غرار ما حصل مع البافاري البالغ 71 عاما على مدى 12 سنة من فترات رئاسته.
كان لروسيا دور رئيس في الأزمات، بعد غزوها أوكرانيا في 2014 و2022، بالإضافة إلى التنشط الحكومي الممنهج في أولمبياد سوتشي الشتوي 2014.
فرضت جائحة كوفيد تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 وبكين الشتوي 2022 وإقامتهما في "فقاعة" صحية، لحماية المشاركين من تفشي كورونا.
قال مدير التسويق مايكل باين لوكالة فرانس برس "كان هناك تسعة رؤساء على مدى 130 عاما من تاريخ اللجنة الأولمبية. يجب أن يكون باخ، بجميع المقاييس، أحد أعظم ثلاثة رؤساء إلى جانب (الفرنسي بيار) دو كوبرتان و(الإسباني خوان أنتونيو) سامارانش".
ويرى مسؤول التسويق السابق تيرينس بيرنز أن "ما حققه في أحلك الظروف كان ملحميا. دو كوبرتان بدأها، سامارانش أنقذها وباخ أعاد ابتكارها".
بالنسبة لمارتين سوريل الذي أسس عملاق الدعايات "دبليو بي بي" ورئس لجنة التواصل في الأولمبية الدولية سابقا، فإن باخ "قام بعمل رائع"، موضحا "قام بإصلاح اللجنة الأولمبية الدولية، وفر رؤية استراتيجية واضحة".
تابع "يمكن القول إنه كان هناك بعض التحديات التي يجب مواجهتها بعد الحالة التي تركها فيها (الرئيس السابق البلجيكي) جاك روغ".
أضاف "إرثه هو ترك المنظمة الأولمبية الدولية أقوى بكثير مما كانت عليه عندما تولى المسؤولية قبل 12 عاما.. يستحق كل الثناء".
حمل كبير
يقول باين الذي ينسب اليه على مدى عقدين إعادة تجديد العلامة التجارية وتنشيط مالية اللجنة الأولمبية من خلال عقود الرعاية، إن صمود باخ تحت الضغط هو ما يميزه.
تابع الإيرلندي البالغ 66 عاما "حافظ على رباطة جأشه وتخطى كل التحديات... من الخلل التشغيلي في ريو 2016، مرورا بالأزمة الجيوسياسية بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون قبل ألعاب بيونغتشانغ الشتوية في 2018، ثم جائحة كوفيد".
أردف "غامر باخ بشكل رائع مع اليابان، لحماية الألعاب وضمان عدم الغائها، رغم ضغط العديد من السياسيين اليابانيين في هذا الاتجاه".
لكن إدارته لأدق التفاصيل وإبقاء القرارات ضمن دائرة ضيقة لم يعجبا البعض.
رغم ذلك، يرى بيرنز انه تكيف مع الظروف السائدة "أعتقد انه مع التحديات غير المسبوقة، من بينها كوفيد، فقد اعتمد أسلوبا إداريا شعر بأنه الأكثر نجاعة، لكن ربما ليس الأكثر شعبية".
شرح "لا يمكن لأي شخص التشكيك بنتائجه".
انتُقد باخ أيضا لإدارته الملف الروسي بعد غزو أوكرانيا في 2022 والسماح للرياضيين الروس بالمنافسة تحت راية محايدة في أولمبياد باريس العام الماضي، شرط استيفائهم لشروط صارمة.
فضلت بعض الاتحادات الرياضية الدولية حظرهم بشكل كامل، على غرار اتحاد ألعاب القوى الذي يرئسه البريطاني سيباستيان كو أحد المرشحين لخلافة باخ الخميس.
يرى بيرنز الذي كان ضمن ملفات ست مدن مرشحة لاستضافة الألعاب منذ تركه اللجنة الدولية، ان الأمور لم تكن بهذه البساطة بالنسبة لرئيس الأولمبية الدولية "رد فعل رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ليس مثل رد فعل اتحاد رياضي دولي، لأن رئيس الأولمبية الدولية يرئس الحركة بأكملها، وليس رياضة واحدة".
تابع "تتمتع الرياضات الفردية بقدر كبير من الحرية في إدارة منافساتها في الألعاب، بالإضافة إلى تحديد الرياضيين المخولين المشاركة".
باخ الذي سيترك الحركة الأولمبية مزدهرة من الناحية المالية، لا يتباهى كثيرا بإنجازاته أو يظهر عاطفته علنا.
لكن الأربعاء اختلف المشهد، إذ تأثر عندما اختير رئيسا شرفيا.
كان مدهشا كشفه عن مدى العبء الذي يتحمله قائد الحركة الرياضية العالمية في مواجهة الأزمات الراهنة "تعين معالجتها في عدد لا يحصى من المشاورات السرية وعلى مستوى سياسي مرتفع".