: آخر تحديث
بعد خسارة قاسية أمام إيران

كأس آسيا: الفلسطيني صالح لأطفال غزّة "نحن آسفون"

33
30
23

الدوحة: بعيون اغرورقت بالدموع، اعتذر اللاعب الفلسطيني محمد صالح من أطفال غزة "لفشلنا في تطييب خاطرهم في المباراة أمام إيران"، بعد الخسارة القاسية 1 4 التي تكبدها "الفدائي" الأحد في بداية مشواره بكأس آسيا لكرة القدم، تزامناً مع حرب بين اسرائيل وحركة حماس تجاوزت المئة يوم.

يتنهد صالح وقد بدا التأثر واضحاً على محياه "نقول للأطفال.. نحن آسفون على الهزيمة".

يروي اللاعب الغَزّاوي الذي شارك مطلع الشوط الثاني من المباراة التي خسرتها فلسطين رغم مؤازرة جماهيرية كبيرة في الدوحة، الظروف الصعبة التي واكبت مشاركة فريقه "لم أتواصل مع أهلي منذ أكثر من يومين، قُصِف منزلي في حي الرِمال في غزة، ونزح أهلي إلى منزل خالتي ثم الى منزل أحد الأصدقاء، وحاليًا هم يقطنون بخيمة في أرض مفتوحة.. كان الله في عونهم"!.

يتوقف المدافع عند التشتت الذهني الذين يعاني منه بسبب الحرب " نلعب كرة قدم لأجلهم.. لأجل غزة.. لأجل قضيتنا".

يستعيد صالح الذي احترف في العديد من الأندية المصرية آخرها الاتحاد السكندري، ذكرياته مع كرة القدم في القطاع، "أنا شخصٌ نشأ على تراب غزة وممارسة كرة القدم على ساحلها".

ويضيف "لعبت أيضاً على ملعب اليرموك الذي حوّله الجيش الاسرائيلي إلى مخيم لأسر أهلنا واصدقائنا"، في إشارة إلى تقارير عن اعتقال الجيش الاسرائيلي فلسطينيين والتحقيق معهم في ملعب اليرموك في مدينة غزة. وقال الجيش إن المعتقلين يشتبه في تورطهم "بأنشطة ارهابية".

ويتابع اللاعب البالغ 30 عاماً "أصدقائي محتجزون من الاحتلال الاسرائيلي الغاصب في المخيم في غزة، لكننا سننتصر ولن نستسلم. هذه قضيتنا ونحن معهم ونساند أهل شهدائنا".

 "أستعيد ذكرياتي أثناء عزف النشيد"
ويشير صالح الذي فقد خاله وخالته وأبناء لهما قبل أيام من انطلاق البطولة "طبعًا في البداية كنت أشتاق لأهلي". ويعتبر أنهم اليوم "يتعرضون لحرب إبادة".

يقول إنه اصيب بقشعريرة لحظة عزف النشيد الفلسطيني في الملعب قبل المباراة "أستعيد كل لحظة عشتها في غزة! ثلاثون ثانية أو دقيقة تكون كافية لأستعيد شريط الأحداث التي مرّت في حياتي  في غزة".

وصدحت أصوات الجماهير الإيرانية التي حضرت بكثافة إلى الملعب بعد دقائق قليلة من بداية الشوط الأول بهتاف "الموت لإسرائيل" في مباراة شهدت بدايتها الوقوف دقيقة صمت على أرواح الفلسطينيين الذين سقطوا في الحرب الدائرة في غزة منذ مئة يوم. كما هتف الجمهور "فلسطين حرة" وظهر بعضهم على الشاشة وهو يبكي.

وعن أثر الحرب على اللاعبين، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لصحيفة الشرق القطرية "بالتأكيد الحرب تؤثر على اللاعبين وعلى كل شخص لأن هناك لاعبين استشهد أهلهم وهم في المعسكر، ولكن نحن مقاتلون وهذه هي الروح الفلسطينية المحملة بالوطنية وبمآسي وتضحيات شعبنا".

ويضيف "هذا المنتخب هو أنبل رموز هويتنا الوطنية، وهذا المنتخب هو لكل الفلسطينيين".

"سنهدي التأهل للشهداء"
ورغم تقدم المنتخب الإيراني بثلاثية نظيفة، اهتزت مدرجات الملعب الذي اكتظ بما يزيد عن 27 ألف متفرج، بهدف تقليص الفارق لـ"الفدائي" برأسية تامر صيام في الوقت البدل عن ضائع من الشوط الأول للمباراة.

ويشيد صالح بهذه المؤازرة "نشكر كل أحرار العالم.. فلسطين محتاجة إلى الجميع.. كل حُر، كل شخص لديه إنسانية يجب أن يبقى داعمًا للقضية الفلسطينية".

على الصعيد الرياضي، يؤكد على ضرورة تصحيح الأخطاء في المباراة المقبلة بعد المباراة مع إيران، "إن شاء الله سيكون الفوز على الإمارات مفتاح التأهل، وسنلعب للفوز ونهديه للشهداء".

ويختم "أمام ايران.. بدأنا بخطأ. ليس لدينا سوى الفوز، وان شاء الله سنتأهل".

واندلعت الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس إثر هجوم شنته الحركة داخل إسرائيل في 7 تشرين الاول (أكتوبر) وتسبّب بسقوط نحو 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر إسرائيلية رسمية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة