: آخر تحديث
رقمه القياسي في نسخة واحدة من كأس العالم لا يزال صامداً

جوست فونتين...الهداف الخارق في مونديال 1958

25
25
27

باريس: رغم مشواره القصير الذي لم يتجاوز سبعة أعوام مع منتخب فرنسا، حفر المهاجم جوست فونتين الذي توفي الاربعاء عن 89 عامًا، اسمه بذهب في تاريخ كرة القدم وبات مقترنًا بالاهداف الـ13 التي سجلها في مونديال السويد 1958، وهو رقم قياسي في نسخة واحدة من كأس العالم لا يزال صامدًا حتى الآن.

أبصر النور في 18 آب/أغسطس 1933 في مدينة مراكش المغربية حيث عُيّن والده الآتي من تولوز مفتشًا في إحدى شركات التبغ.

ميول الشاب فونتين الى التهديف بدأت تظهر منذ أن بدأ مداعبة الكرة، وزادت صقلا في فريق الاتحاد الرياضي المغربي، حيث اظهر مهارات عالية واستعدادًا فنيًا وبدنيًا قويًا بانطلاقاته المركزة في المحور التي كانت تزرع الخوف والارتباك وسط المدافعين.

في عام 1953 شوهد من طرف مسؤولي نادي نيس الذين قرروا ضمه الى الفريق، فسافر فونتين الى سواحل الجنوب الفرنسي وأمضى ثلاثة مواسم محققًا لقب الدوري عام 1956، قبل ان يقرر الانضمام الى فريق رينس في صيف العام ذاته، خلفًا للهداف المعروف ريمون كوبا الذي انتقل الى ريال مدريد الاسباني.

وفي هذا النادي انفجرت مواهب الهداف القادم الى الاضواء العالمية، حيث تمكن من تسجيل 116 هدفًا في الدوري الفرنسي بين 1956 و1960، ونال لقب هداف الدوري مرتين عام 1958 بتسجيله 34 هدفًا، وعام 1960 بتسجيله 28، واحتل في المرتين الاخريين المركز الثاني في لائحة ترتيب الهدافين.

حقق مع رينس لقب الدوري 3 مرات (1958، 1960، 1962) وخاض معه نهائي كأس الاندية الاوروبية البطلة (دوري الابطال حاليًا) عام 1959 الذي خسره امام ريال مدريد.

انضم الى المنتخب الفرنسي في 17 كانون الاول/ديسمبر 1953، ولعب اول مباراة له مع "الازرق" ضد منتخب المجر في كولومب، إلا انه غاب عامًا كاملا عن التشكيلة، قبل ان يعود اليها كلاعب احتياطي.

وفي نهائيات كأس العالم 1958 التي اقيمت في السويد، سافر فونتين مع منتخب بلاده كلاعب احتياطي، إلا أن اصابة هداف الفريق الاساسي رينيه بليار، أتاحت له الفرصة ليكون ضمن التشكيلة الاساسية، وعندها بدأت قصة هداف من طراز نادر لا يزال اسمه خالدًا بفضل اهدافه الـ13 في نسخة واحدة وست مباريات، وهو إنجاز عجز أي لاعب عن تحقيقه.

حتى يومنا هذا، سجل ثلاثة لاعبين فقط أهدافًا في نهائيات كأس العالم أكثر من فونتين، هم الهداف التاريخي الالماني ميروسلاف كلوزه (16 في أربع نسخ)، البرازيلي رونالدو (15 في أربع نسخ علمًا انه لم يلعب في الاولى والالماني غيرد مولر (14 في نسختين).

في مونديال قطر 2022، عادل الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قاد بلاده الى المجد رقم فونتين، لكن الأمر استغرق خمس نسخ.

كانت أول مباراة لفرنسا في مونديال 1958 امام البارغواي في 8 حزيران/يونيو حققت خلالها فوزًا ساحقًا 7-3، وكان لفونتين حصة الاسد بتسجيله ثلاثة اهداف جعلت بدايته صاروخية في النهائيات برغم مشاركته الخامسة فقط في صفوف منتخب بلاده.

بعد خمسة ايام، التقت فرنسا منتخب يوغوسلافيا القوي، وبرغم تفوق فونتين في تسجيل هدفين، لم يمنع ذلك اليوغوسلاف من تحقيق الفوز 3-2 الذي لم يؤثر على مصير المنتخب الفرنسي في البطولة.

في 15 حزيران/يونيو، تجاوز الفرنسيون الهزيمة وحققوا الفوز على اسكتلندا 2-0 بهدف كل من فونتين وكوبا.

في ربع النهائي، سحقوا ايرلندا الشمالية برباعية نظيفة سجل منها فونتين هدفين، ليتأهلوا الى نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخهم.

كان الخصم هذه المرة منتخب البرازيل الذي تقدم بهدف في الدقيقة الثانية قبل أن يعادل فونتين بعد سبع دقائق فقط.

اضطرت فرنسا لإكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد خروج روبير جونكيه بداعي الاصابة بعد مرور نصف ساعة (في تلك الحقبة لم يكن تبديل اللاعبين مسموحًا).

استفادت البرازيل وتقدمت 5-1 بفضل ثلاثية "هاتريك" لبيليه قبل أن يضيف روجيه بيانتوني هدفًا ثانيًا شرفيًا للديوك لتنتهي المباراة بفوز البرازيل 5-2 قبل أن تتوج بالنتيجة ذاتها على حساب السويد في النهائي بلقبها الاول في تاريحها.

وقاد فونتين المنتخب الفرنسي للفوز بالبرونزية بتسجيله أربعة أهداف ضد ألمانيا (6-3) ويتوج بلقب هداف الدورة محققًا الانجاز التاريخي.

بعد المونديال صار فونتين نجم فرنسا، غير ان القدر خبأ له مفاجآت غير سارة، بدأت في 20 آذار/مارس 1960 في مباراة ناديه رينس امام سوشو في الدوري حيث تعرض الى كسر مزدوج في الساق عندما اصطدم بالمدافع العاجي سيكو توريه.

وبإرادة فولاذية حاول فونتين العودة الى الملاعب وتمكن من المشاركة في مباراة فرنسا امام بلغاريا في 11 كانون الاول/ديسمبر 1960 ضمن تصفيات مونديال 1962، كانت الاخيرة له دوليًا.

وبعد موسمين عانى خلالهما من الاصابات، استسلم فونتين في 1962 واعتزل اللعب عن 28 عامًا فقط.

علّق بعد اعتزاله "منذ أكثر من عام وأنا أعاني من الآلام، صارعتها كثيرًا لكني فشلت في هذه المواجهة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة