هزيمة انجلترا أمام فرنسا يوم السبت تعنى نهاية حلم الإنجليز في الحصول على كأس العالم في قطر 2022.
لكن هذا الحلم لا يزال يراود أربعة فرق أخرى هي: الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا والمغرب - كل منها يطمح إلى رفع كأس العالم في غضون أسبوع من الآن.
نحن إزاء نصف نهائي لم يخطر على بال كثيرين، لكنه مع ذلك يعِد بالكثير من القصص المشوقة في الأيام القليلة المقبلة.
هل هذه هي أيام ميسي؟
تُغزل معظم الحكايات حول ميسي، لا سيما في هذه الأيام باقتراب منتخب الأرجنتين من حلم التتويج بكأس العالم للمرة الأولى منذ نحو 36 عاما.
ولقد صنع ميسي، البالغ من العمر 35 عاما، تاريخا حافلا بالبطولات، محرزا عشرة ألقاب في الدوري الإسباني، وآخر في فرنسا، وأربعة ألقاب في دوري الأبطال، وبطولة كوبا أمريكا 2021، ورقما قياسيا في الحصول على الكرة الذهبية (سبع مرات) - كأفضل لاعب في العالم في تلك السنوات.
لكن بخلاف عظماء الساحرة المستديرة في كل العصور، أمثال البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، لم يحقق ميسي بطولة كأس العالم - الجائزة الأكبر في هذه اللعبة.
وقد مضت 36 سنة منذ إحراز راقصي السامبا كأس العالم بقيادة الأسطورة مارادونا في عام 1986.
وكان أقصى ما بلغه ميسي مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم هو لقب الوصيف في عام 2014 أمام الماكينات الألمانية.
فهل يفعلها ميسي ويهدي لبلاده كأس العالم من قطر؟ عندئذ ربما يؤمّن ليونيل لنفسه مكانة لم يصل إليها غيره من أساطير كرة القدم في التاريخ.
أهناك تشجيع أكثر يمكن أن يحصل عليه أسود الأطلس؟
لقد صنع المغاربة تاريخا بالفعل.
وأصبح أسود الأطلس أول فريق أفريقي وعربي لبلد ذي أغلبية مسلمة، يصل إلى دور نصف النهائي في بطولة كأس العالم.
وتحدى الفريق المغربي التوقعات بوصوله إلى هذا الدور، رغم أنه يضم بين صفوفه لاعبين كبارا من أمثال حكيم زياش لاعب تشيلسي، وأشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان.
وقد تمكن المغاربة من تصدّر مجموعة تضم كلا من كرواتيا وبلجيكا، قبل أن يهزموا الإسبان في دور الستة عشر ثم البرتغاليين في دور الثمانية، ليتقدموا تحدوهم الآمال إلى الدور النصف النهائي.
وللدفاع الحديدي والإصرار الذي لا يلين دور كبير في تحقيق أسود الأطلس هذا الإنجاز. ولم يخترق هجوم حتى الآن دفاع المغاربة - وجاء الهدف الوحيد في شباكهم عكسيا أمام كندا.
ولا يحظى فريق في مونديال قطر بتشجيع يضاهي ما يحظى به الفريق المغربي.
ويقول منظمو المونديال إنه لا يختص بدولة قطر فقط، إنما يمثل منطقة الشرق الأوسط والمسلمين إجمالا.
هل تتمكن فرنسا من الاحتفاظ باللقب؟
لكن طريق المغاربة يعترضها أحد أفضل الفرق الأوروبية - فرنسا.
ويسعى الديوك الفرنسيون لتحقيق ما لم يستطعه فريق منذ راقصي السامبا البرازيليين قبل 60 سنة في عام 1962 - حين نجحوا في الاحتفاظ باللقب.
وشهدت السنوات الأخيرة تعثّر الفِرق حاملة اللقب، من أمثال إيطاليا وإسبانيا وألمانيا - بخروج مبكر من البطولات على مدى 12 عاما، لكن فرنسا نجت من تلك اللعنة.
وبعد الفوز على إنجلترا في مساء السبت، بات الفرنسيون أول فريق يدافع عن اللقب يصل إلى نصف النهائي، بعد البرازيل في مونديال 1998.
لكن المدير الفني لمنتخب فرنسا ديديه ديشامب يصبّ تركيزه الآن على مباراة المغرب.
ولدى سؤاله عن توقعاته بشأن نهائي كأس عالم للمرة الثانية على التوالي، قال ديشامب: "لا يجب أن نفكر كثيرا فيما لم يحدث بعد".
هل تفعلها كرواتيا مرة أخرى؟
من الممكن أن نشهد تكرارا لنهائي مونديال 2018 في حال فازت فرنسا على المغرب وأزاحت كرواتيا الأرجنتين.
وها هي كرواتيا مجددا بين الأربعة الكبار مظهرة إصرارا استثنائيا.
وقبل أربع سنوات، أزاحت كرواتيا كلا من الدنمارك وروسيا بركلات الترجيح في طريقها للنهائي. وفي هذا العام فعلت كرواتيا الشيء نفسه مع كل من اليابان والبرازيل.
وكانت المرة الأخيرة التي فازت فيها كرواتيا في مباراة من 90 دقيقة في دور إقصائي بكأس العالم، قبل 24 سنة في عام 1998 - عندما أخرجت الماكينات الألمانية من ربع النهائي بثلاثية نظيفة.
على أن حضور كرواتيا في مونديال هذا العام بقطر يتميز بأداء المايسترو لوكا مودريتش لاعب خط الوسط المركزي، البالغ من العمر 37 سنة.
ورغم تمديد زمن المباريات بالأشواط الإضافية، يبدو مودريتش رائعا كعادته.
وبعد أن حمّلت كرواتيا راقصي التانغو الأرجنتينيين ثلاثية نظيفة في دور المجموعات بمونديال 2018، لا ينبغي أبدا الاستخفاف بالفريق الكرواتي.