الرباط: عمت فرحة عارمة الشوارع المغربية بعد تأهل "أسود الأطلس" الخميس إلى الدور ثمن النهائي لمونديال قطر، متصدرين المجموعة السادسة أمام كرواتيا وبلجيكا، في إنجاز انتظره المغاربة 36 عاما.
بمجرد إطلاق حكم المباراة بين المغرب وكندا (2 1) صافرة النهاية تجمع مئات من مشجعي أسود الأطلس بوسط العاصمة الرباط، مرددين شعارات الاحتفال بتأهل طال انتظاره "هذه البداية.. مازال مازال".
بين أناشيد النصر وأبواق السيارات وحتى بعض المفرقعات، حول مشجعو المنتخب المغربي شارع محمد الخامس، الرئيسي وسط العاصمة، مسرحا لفرح عارم بعدما عاش بعضهم لحظات توتر في المقاهي حيث تابع كثيرون المباراة واقفين من كثرة الإقبال.
وتقول هدى ابن زلوط التي خرجت لمتابعة المباراة في أحد مقاهي العاصمة "هذه أول مرة أرى فيها الفريق الوطني يتأهل لثمن نهائي كأس العالم.. أسمع من والدي عما حدث في مكسيكو 1986 لكن فرحتي اليوم لا توصف".
في الدار البيضاء أيضا امتلأت الشوارع فرحا بمجرد نهاية المباراة، ويقول أستاذ الرياضيات مهدي ديدا (36 عاما) "فرحتي اليوم لا حدود لها، إنها لحظة تاريخية أن أشاهد علم بلادي يرتفع عاليا".
واختار آخرون التعبير عن فرحتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، "كنت دائما أسمع والدي وأبناء جيله يتحدثون عن منتخب 1986، بعد 20 عاما سيكون بإمكاني أيضا أن أحكي لأبنائي عن منتخب 2022"، كما كتب أحد المشجعين على تويتر.
قبل 36 عاما، حقق المغرب المفاجأة في ثاني مشاركاته في المونديال بتأهله للدور الثاني متصدرا المجموعة السادسة على حساب بولندا والبرتغال وانكلترا، قبل أن يقصى على يد العملاق ألمانيا بهدف قاتل من ضربة خطأ في آخر أنفاس المباراة.
واليوم أيضا دخل المغرب مونديال قطر بدون أن يكون مرشحا للتأهل، إذ اوقعته القرعة في مجموعة صعبة مع كرواتيا وصيف بطل النسخة الأخيرة وبلجيكا التي حلت ثالثة فيها، فضلا عن منتخب كندي صعب المراس.
لكن أشبال المدرب وليد الركراكي، الذي أصبح أول مدرب مغربي يتأهل لدور ثمن نهائي المونديال، خلقوا المفاجأة بتصدرهم المجموعة من تعادل أمام كرواتيا (0 0) وانتصار مثير على بلجيكا (2 0) ثم فوز على كندا (2 1).
جسر جوي
احيا أسود الأطلس آمالا عريضة وشغفا كبيرا لدى الجمهور المغربي منذ التعادل مع كرواتيا، ثم الانتصار على بلجيكا. وظلت أخبار المنتخب تغطي اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي يوميا، منسية المغاربة ظروفا اقتصادية صعبة.
وقد أطلقت شركة الخطوط الملكية الجوية جسرا جويا ضم رحلات إضافية خاصة نحو قطر منذ الأربعاء، لتمكين الجماهير المغربية من تشجيع المنتخب في مباراته أمام كندا.
كذلك كان تعيين وليد الركراكي مدربا للمنتخب قبل ثلاثة أشهر فقط على بدء المونديال قد خلف ارتياحا في أوساط الجمهور بعد فتور إزاء سلفه وحيد خليلودجيتش، الذي أهل الفريق لكأس العالم بدون أن ينال إجماع الجماهير.
وكان حارس مرمى وعميد المنتخب المغربي في مونديال 1986 بادو الزاكي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن الركراكي "أعطى دينامية جديدة وروحا قتالية للفريق.. ما خلق تفاؤلا، بالنسبة لي بإمكان هذا الفريق تكرار إنجاز 86 رغم صعوبة المجموعة".
وذهب التفاؤل بعيدا ببعض مشجعي المنتخب، الذين توقع 20 بالمئة من المشاركين منهم في استطلاع رأي نشر هذا الأسبوع، أن يبلغ أسود الأطلس نصف نهائي البطولة.
وتقول هدى التي جاءت الخميس لمتابعة مباراة كندا في أحد مقاهي الرباط مع ابنتها "لقد سحرونا، كنت قلقة جدا لكن الركراكي وكل الفريق كانوا رائعين، أحلم الآن بالظفر بالكأس لم لا".
مثل كثيرين من مشجعي المنتخب تضيف المرأة التي غطت رأسها بوشاح بألوان العلم المغربي، إنها لا تتابع عادة كرة القدم لكن عندما يلعب المنتخب "أترك كل شيء.. إنه المنتخب".
وتعرب هدى ابن زلوط عن ارتياحها لأن المغرب "لن يواجه إسبانيا على الأرجح في دور الثمن"، فيما يترقب مشجعون آخرون ملاقاة ألمانيا "للثأر" من الإقصاء في ثمن نهائي مونديال 86 الذي لا تزال ذكراه حاضرة في الأذهان، في بلد تحظى فيه الكرة بشعبية عارمة.