أثبت رافائيل نادال مرة أخرى أنه أعظم لاعب في تاريخ بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، بفوزه على غريمه التقليدي نوفاك جوكوفيتش، في مباراة مثيرة امتدت لوقت متأخر ليلا، ليتأهل إلى قبل نهائي مسابقة فردي الرجال.
ونادال، الذي يسعى نحو إحراز اللقب الرابع عشر، بدأ اللقاء ببراعة وواجه مقاومة حامل اللقب نوفاك جوكوفيتش لينهي اللقاء بنتيحة 6-2، 4-6، 6-2، 7-6 (7-4) على ملاعب رولان غاروس.
وضمن نادال الفوز عند الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل، بعد ما يزيد على أربع ساعات من اللعب.
وسيلاقي الإسباني، الذي حصل على 21 بطولة من البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، الألماني ألسكندر زفيريف.
وتأهل زفيريف، البالغ 25 عاما، لقبل نهائي البطولة للمرة الثانية على التوالي، بعدما تجاوز الموهبة الصاعدة كارلوس ألكاراز، في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
وقال نادال: "لكي تفوز على نوفاك فهناك طريقة واحدة: وهو أن تقدم أفضل ما لديك من أول نقطة حتى آخر نقطة في المباراة".
وأضاف اللاعب البالغ 35 عاما، بعدما شكر الجمهور في باريس على إظهار "الحب" له، "إن هذه واحدة من الليالي الساحرة لي".
بطولة فرنسا المفتوحة للتنس: نادال وجوكوفيتش في مواجهة ربع النهائي
نادال يكتب تاريخ التنس بعد مباراة ماراثونية في نهائي ببطولة أستراليا للتنس
ويمثل فوز نادال - المصنف الخامس على العالم - ثأرا لهزيمته من جوكوفيتش العام الماضي في قبل النهائي، ليرفع رقمه القياسي المسجل على الملاعب الترابية في رولان غاروس لـ 110 انتصارات في 113 مباراة.
والمنافسة بين الثنائي هي الأطول في منافسات التنس الرجالي، وبفوز نادال بالمواجهة رقم 59 بينهما، تصبح النتيجة الإجمالية لمواجهتهما 30-29 لصالح جوكوفيتش.
وقال اللاعب الصربي: "أظهر نادال سبب كونه بطلا عظيما، وقد بقي محافظا على ثباته النفسي طوال المباراة، لا شك أنه يستحق الفوز".
البداية السريعة ساعدت نادال
أمام جمهور محب، حقق نادال فوزا آخر لا يمحى على ملاعب رولان غاروس، التي شهدت أعظم نجاحاته في اللعبة.
مع نهاية العام الماضي، فكر اللاعب أنه يتوجب عليه الاعتزال بسبب مشكلة مزمنة في القدم، وحوصر بأسئلة عن ذلك الموضوع خلال بطولة إيطاليا المفتوحة، في وقت سابق من مايو/آيار الماضي.
وتسبب كسر في الضلع في أن يغيب شهرين خلال الموسم، بعد فترة قصيرة من فوزه التاريخي رقم 21 ببطولة من البطولات الكبرى وهي أستراليا المفتوحة.
و استدعى الإسباني كل طاقته وقدراته العقلية ليهزم المصنف الأول جوكوفيتش.
لعب اللاعب الأعسر المجموعة الأولى ببراعة، إذ أجبر جوكوفيتش على ألا يتقدم على الشبكة، وأرهقه بتسديدات واجهة المضرب.
وواصل نادال اللقاء بتسديدات متقنة من الخط الخلفي، وقلل من الأخطاء غير المقصودة كثيرا، مقارنة بمباراته السابقة أمام فيكس أوجيه، وهذه عوامل مهدت الطريق لنادال ليحقق رقما قياسيا (15 مرة) في عدد مرات الوصول لنصف نهائي رولان غاروس.
وقال نادال: "كانت ليلة عاطفية ولا زلت ألعب من أجل ليالٍ مثل تلك، ولكن هذه مجرد مباراة في دور الثمانية، وأمامي مباراة في قبل النهائي. سأبقى هادئا وأستعد من أجل مباراة نصف النهائي".
عجز جوكوفيتش عن استغلال الفرص
بينما كان نادال يعاني من مشاكل في اللياقة البدنية، تعطل موسم جوكوفيتش بسبب عدم السماح له باللعب في بطولة أستراليا المفتوحة وبطولات الولايات المتحدة لأنه لم يتلق التطعيم الخاص بكوفيد-19.
بدا أن بطل البطولات الأربع الكبرى يتجه نحو الذروة، إذ فاز باللقب في روما ثم لم يخسر أي مجموعة في رولان غاروس قبل وصوله إلى ربع النهائي.
واعتقد الكثيرون أن لعب المباراة في الأجواء الليلية الباردة سيكون في صالح اللاعب الصربي أيضا.
ومع ذلك، كان جوكوفيتش، الحائز على بطولة فرنسا المفتوحة مرتين، بعيدا عن أفضل مستوياته بعد أن طغى عليه نادال في المراحل الأولى.
أثبت الحفاظ على مستواه المرتفع أنه يمثل مشكلة لنادال في نصف نهائي العام الماضي، لكن الإسباني كسر إرساله مرة أخرى وانتقل إلى التقدم 3-0 في المجموعة الثانية.
وفي حين بدأت درجات الحرارة في الانخفاض، بدأ جوكوفيتش في الاحماء وعاد لمعادلة النتيجة 3-3 بعد شوط سادس استمر 19 دقيقة تقريبا.
واستمرت الأشواط الطويلة وآلت المجموعة في النهاية لصالح نادال، الذي سدد ضربة أمامية طويلة ليحسم المجموعة بنتيجة 6-4.
وقال جوكوفيتش: "كان اللاعب الأفضل في اللحظات الهامة، بدأ جيدا وهو ما لم أفعله، وصلت لمستوى جيد في المجموعة الثانية، واعتقدت أني عدت للمباراة، ولكنه رفع أداءه لمستوى آخر".
وفي المجموعة الثالثة، تقدم نادال بنتيجة 4-1 بفضل خطأين متتاليين من جوكوفيتش.
أكمل نادال طريقه وهو متقدم بمجموعتين لواحدة، مع بعض المشاكل مع تخطي الوقت منتصف الليل في باريس.
ومع ذلك، قرر عدد قليل من المشجعين المغادرة واستخدم الكثير ممن بقوا بطانيات.
كان معظم الجماهير، الذي بلغ عددها 15 ألف متفرجا، يدعم نادال، وكافأ صبرهم عندما سيطر على الشوط الفاصل ليحقق نصرا مذهلاً.