توّجت البريطانية الشابة إيما رادوكانو ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس، دون أن تخسر مجموعة واحدة.
وتعدّ هذه البطولة رابع البطولات الكبرى، غراند سلام، بعد أستراليا المفتوحة، وفرنسا المفتوحة، وويمبلدون.
وتعدّ رادوكانو ذات الثمانية عشر ربيعا، أول بريطانية تفوز بالـ غراند سلام - فردي سيدات، منذ 44 عاما عندما فازت فيرجينا وايد ببطولة ويمبلدون في الفئة ذاتها عام1977.
وبدأت رادوكانو الطريق إلى إحراز الغراند سلام وهي في المرتبة 150 على قائمة التصنيف العالمي.
وأصبحت رادوكانو الأولى بريطانيا، وهي أيضا أول لاعب صاعد من التصفيات على الإطلاق - على مستوى الرجال والنساء- يفوز بالغراند سلام.
وكان على البريطانية المراهقة معظم العام الفائت أن توفّق بين التدريب الشاق في لعبة التنس ودراستها الأكاديمية. وقبل خمسة أشهر فقط، حضرت رادوكانو الاختبارات النهائية في الرياضيات والاقتصاد، كما حصلت على رخصة قيادة.
وبسرعة الصاروخ انتقلت رادوكانو من المرتبة 361 على قائمة التصنيف العالمي إلى المرتبة 16 في أول ظهور لها ببطولة ويمبلدون.
وفي يوليو/تموز، كانت رادوكانو أول بريطانية شابة منذ 42 عاما تصل إلى المرحلة الرابعة من البطولات الكبرى الأربع، قاضية بذلك على أي شكوك في قدراتها كلاعبة.
وقالت رادوكانو إنها لم تكن تتوقع الوصول إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، وقد أُلغيت تذكرة خروجها المبكر في ظل استمرارها في تحقيق الفوز.
وُلدت إيما لأب روماني وأم صينية في كندا، ولكنها انتقلت وهي لا تزال في عامها الثاني مع الأسرة إلى بريطانيا.
وفي لندن، نشأت إيما، وحاولت تعلم الباليه، والفروسية، والسباحة، وكرة السلة، بل وحتى المشاركة في سباقات السيارات الصغيرة.
لكن استقر بها الحال وهي في سن الخامسة بأكاديمية بروملي للتنس، جنوب شرقي لندن.
وأدهشت رادوكانو بموهبتها اللافتة خبراء لعبة التنس، حتى قبل أن تطبّق شهرتها الآفاق.
وتقول رادوكانو إنها تأثرت في لعبة التنس بالرومانية سيمونا هاليب، والصينية لي نا.
وقالت المراهقة البريطانية العام الماضي: "أريد أن أكون رياضية مثل هاليب. وكذلك لي نا - أنا معجبة جدا بأدائها. إن ضرباتها قوية للغاية. كما أني أحب طريقة تفكيرها. هذا مستوى أطمح أن أواكبه".
وقد أظهرت رادوكانو طريقة تفكير مثيرة للإعجاب خلال مباراياتها على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وقبل المباراة النهائية، قالت رادوكانو: "فكرة الفوز لا تشغلني. التوتر إحساس يصنعه المرء بنفسه. لديّ توقعات خاصة بمستواي وبالأداء الذي أسعى للظهور به، لكن بلا ضغوط فيما يتعلق بالنتيجة".
وشهدت الآونة الأخيرة إشادة عدد من المشاهير البريطانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأداء رادوكانو.
ومن هؤلاء المشاهير ليام غالاغر، مغني فرقة الروك الموسيقية أويسس، والذي يصف رادوكانو بأنها "موهبة سماوية". أما لاعب منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر، فيقول إن مشاهدة رادوكانو وهي تلعب التنس شيء "مبهج".
وفازت رادوكانو ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس بعد أن هزمت الكندية الواعدة ليلى فرنانديز، ابنة اللاعب السابق بمنتخب الإكوادور لكرة القدم.
وأتمّت فرنانديز بالكاد عامها التاسع عشر. وتجمع أوجه شبه كثيرة بين فرنانديز ورادوكانو على نحو يغري بعقد مقارنة بينهما.
واستطاعت البريطانية رادوكانو الهرب من الضغوط الناجمة عن مقارنات الجماهير، وصبّت تركيزها على اللعب.
تقول رادوكانو: "أعتقد أن مقارنة نفسك وأعمالك بأي شخص آخر شيء يسرق السعادة .. كل شخص يفعل ما بوسعه بطريقته، وعندما يكون المرء مؤمنا بنفسه، يصبح كل شيء ممكنا".