لم يتقدم بعد أي مرشح للعمومية الانتخابية لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، المزمع إجراؤها في العشرين من شهر مارس الجاري، بالمركز التقني بسيدي موسى بالعاصمة، وذلك على الرغم من انتهاء المهلة المحددة لإغلاق إيداع طلبات وملفات الترشح للفترة المقبلة التي تنقضي اليوم الأحد الموافق 12 مارس.
وكان خير الدين زطشي رئيس نادي وأكاديمية بارادو، ومراد لحلو رئيس النادي الهاوي لنصر حسين داي، قد عبرا عن رغبتهما في الترشح لرئاسة الاتحاد الجزائري، غير أن ذلك لم يتجاوز عن إعلان الرغبة فقط ، ليبقى الشارع الرياضي في الجزائر يترقب موقف الرئيس الحالي محمد روراوة، الذي قد يؤجل إعلان ترشحه حتى الساعات الأخيرة التي تسبق إغلاق باب الترشيح.
وفضلاً عن زطشي الذي لمع إسمه في الساحة الكروية بالجزائر، بعد نجاح نادي بارادو في إنجاب العديد من الأسماء المميزة التي تدرجت في مدرسته، وأيضاً لحلو الذي يتمتع بمكانة مرموقة على الساحة المحلية، إلا بقية الأسماء التي ظلت تنتقد الرئيس الحالي المنتهية ولايته روراوة، قد رفضت التقدم وترشيح أنفسهم، سواء للعهدة المقبلة أوالعهدات السابقة على غرار رؤساء أندية الدوري، أو نجوم مؤثرين في الكرة الجزائرية مثل رابح ماجر نجم الكرة الجزائرية في الثمانينات ومولدي عيساوي وزير الرياضة الأسبق وأسماء أخرى لا تتردد في توجيه تهم ثقيلة لروراوة، غير أنها تأبى منافسته على عرش إدارة الكرة الجزائرية حيث تدرك جيدًا ثقل ووزن هذا المركز.
وراهن الجمهور الرياضي والإعلام على ترشح محمد روراوة لعهدة جديدة تمتد لغاية عام 2021 هي الرابعة له على رأس الاتحاد الجزائري، خاصة بعدما نجح في كسب معركته ضد منتقديه سواء وزير الرياضة أو عدد من الصحف الموالية للأخير، والذين راهنوا على الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي جرت مطلع العام في الغابون من اجل الإطاحة به من خلال تشويه صورته لدى الرأي العام وتحميله مسؤولية الإخفاق القاري.
واثبت روراوة انه لا يزال الرجل الأقوى في الاتحاد المحلي، وذلك خلال العمومية العادية التي جرت في شهر فبراير المنصرم عندما نجح في الحصول على تأييد مطلق من قبل جل أعضاء العمومية الفاعلين، خاصة رؤساء الأندية، بالإضافة إلى نجاحه في تمرير الحصيلة المالية والأدبية التي حققها خلال عهدته المنتهية بين 2013 و 2017 بفضل ما حققه من انجازات للكرة الجزائرية، بعدما تمكن "الخضر" في عهده من بلوغ الدور الثاني لمونديال 2014 بالبرازيل، ونجح المنتخب الاولمبي من بلوغ نهائيات أولمبياد ريو 2016 ، وبصم ممثلو الجزائر في البطولات الافريقية على نتائج جيدة بحصولهم على لقب ووصافة دوري الأبطال ووصافة كأس الكونفدرالية بفضل أندية وفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية بجاية .
كما نجح روراوة في عهدته في تعزيز الموارد المالية لخزينة "الفاف" التي أصبحت مستقلة، وشؤونها تدار دون حاجة لمساعدة الوصاية، بل أن الاتحاد المحلي في عهد روراوة أصبح يقدم مساعدة للوصاية.
ويفسر تأجيل إعلان روراوة عن ترشحه لفترة جديدة، وفق قراءتين، الأولى أنه يفضل ترك الباب مفتوحاً و تمديد "السوسبانس" لغاية الساعات الأخيرة من انتهاء تقديم طلبات الترشح ليكون المرشح الوحيد للعمومية الانتخابية ليحتفظ خلال عهدته المقبلة بصلاحياته المطلقة.
أما القراءة الثانية فتقول بأن روراوة أو أي مرشح آخر ينتظر الإيعاز من السلطات العليا في الجزائر، ذلك أن منصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم غالباً ما تفصل فيه السلطات العليا، ومثلما أبعد روراوة من الاتحاد المحلي في عام 2005 ، فإنه أعيد إليه أيضاً بفضلها، لذلك فإن ترشحه من عدمه يحتاج لإيعاز ذات السلطات التي دعمته ضد منتقديه والمتهجمين عليه.
ويؤكد المتابعون أن الحملة التي شنت ضد روراوة خاصة من بعض الصحف، لم يكن الهدف منها الإطاحة بروراوة ، بل كان هدفها تقليم أظافره فقط بعدما أصبح يحظى بمكانة عالية بفضل ما حققه من انجازات للكرة الجزائرية، وتواجده في المكتب التنفيذي للاتحادين الأفريقي والدولي، فضلاً عن حضوره القوي في الاتحاد العربي، حيث يتولى منصب نائب الرئيس، كما يتولى مهمة الإشراف على المسابقات العربية.
ويؤكد هؤلاء انه طالما لم يتم إعلان اسم أي مرشح منافس لروراوة، فإن الأخير سيكون المرشح الوحيد خاصة أن تجارب سابقة تؤكد حدوث ذلك، مثلما حدث في انتخابات عام 2005 ، عندما لمع اسم حميد هداج مبكراً لخلافة روراوة، بعد حرمانه من الترشح قبل أن يلمع إسمه مبكرًا في انتخابات عام 2009.