المفترض أنّ العرب كلهم ومن المحيط الهادر إلى الخليج الثائر الذي نسأل الله أن يبقى هادئاً ويبتعد عن الثورة والثورات والثوار الذين ثبت أنهم بلاء هذه الأمة التي "أبلغنا" حزب البعث بفروعه وتفرعاته ورفاقه الذين إقتتلوا حتى شبعوا إقتتالاً والعياذ بالله، شعار: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة".. وهذا كما أظن وأعتقد هو الشعار الذي أطلقه ميشيل عفلق الذي دأبت إحدى الإذاعات العربية تكرار: "عفلق شلقلق" وحقيقة أن هذا العفلق كان صادق الإنتماء القومي وكان من أكثر الملتزمين وإنْ كشعار بالقومية العربية!!.
وبالطبع فإن هذا "المسكين" ميشيل عفلق هذا قد أصبح مطارداً من قبل رفاقه اليساريين جداًّ وحقيقة أنه كان كامل التأهيل الثقافي وأنه قد درس في جامعة السوربون الفرنسية حيث إلتقى فيها برفيق دربه صلاح البيطار والمعروف أنه كان قد تقلب سياسيا في بدايات مسيرته من شيوعي ثم إلى قومي قد أسس هو والبيطار حركة الأحياء العربي التي قد سميت لاحقاً حركة البعث وحيث أنها قد أخذت هذا الإسم الذي كان قد لمع لفترة طويلة وبخاصة بعد إندماجه مع مجموعة زكي الأرسوزي التي كانت قد أعطت لحزب البعث هذا الإسم الذي أصبح إسمه حزب البعث العربي الإشتراكي الذي كان قد إنقسم لاحقاً إلى حزبين متضادين إحدهما بات يحكم في العراق.. والآخر هو الذي حكم في سوريا.. ولا يزال يُستخدم إسمه من قبل الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعته!!.
وكان عفلق بعد رحلة سياسية طويلة قد عاد إلى باريس بعيداً عن حزب البعث السوري وحزب البعث العراقي وحيث كان قد توفي في العاصمة الفرنسية في عام 1989 ونقل منها إلى بغداد ليدفن هناك.. وقد تردد أنه إعتنق الإسلام قبل وفاته.. وأغلب الظن أن هذا غير مؤكد .. وأن هذه "البدعة" كان قد "إخترعها" صدام حسين الذي لم يكن يريد أن يكون مؤسس البعث مسيحياًّ!!.
إنه لا شك في أن ميشيل عفلق القومي الملتزم كان قد قرأ القرآن الكريم وربما أنه قد حفظ بعض أجزائه على إعتبار أنه كتاب العرب كلهم، المسلمون منهم والمسيحيون، والأسوأ أنه قد تم هدم قبر هذا المثقف القومي والمؤسس الفعلي والحقيقي لحزب البعث وحيث أن هناك من قال أن قوات التحالف الأميركي هي من قامت بنبشب قبره.. وأغلب الظن لا بل في الحقيقة أن من كانوا قد جاءوا إلى الحكم في العراق هم من قاموا بعملية "النبش" البشعة هذه.. وهنا فإنه ستأتي الأيام التي سيقال فيها كل شيء!!.
وهكذا فإنه لا ضرورة إطلاقاً للإدعاء بأن ميشيل عفلق كان قد إعتنق الإسلام قبل وفاته فهو وبدون أي شك أنه كان على قناعة تامة بأن هذا الدين الحنيف هو رسالة الأمة العربية الخالدة لكن أن يكون قد أسلم.. فإن هذه مسألة من الممكن أن يقال فيها الكثير من الكلام.. وإن صدام حسين قد كشف إسلامه أي إسلام ميشيل عفلق هذا قبل وفاته بسنوات لمراقب الإخوان المسلمين السوريين والسؤال هنا هو لماذا يا ترى قد كان هذا "الكشف" لمراقب عام الإخوان المسلمين السوريين تحديداً دون غيره!!.