: آخر تحديث

عن الأسد وسوريا!!

52
50
46
مواضيع ذات صلة

حتى قبل أنْ يتبلور صراع المعسكرات.. فإنه لولا روسيا، وريثة الإتحاد السوفياتي، فلما "صمد" الرئيس بشار الأسد لحظة واحدة ولكان بعض من يعتبرون رفاق المسيرة العسيرة لنزلوا عليه أرتالاً من قاسيون فبالنسبة لسوريا السابقة واللاحقة دأب الرفاق يبطشون برفاقهم.. وقبل ذلك دأب الأصدقاء على "إزاحة" من تناولوا معهم طعام العشاء بكل بحبوبة قبل أن تصيح ديوك الفيحاء مع آذان فجر عاصمة الأمويين!!.

وبالطبع فإن الروس حتى قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي، وبفترة طويلة، كانوا قد إعتبروا سوريا بعد طرد الفرنسيين منها مجالاً حيوياًّ لهم وأنّ الأنظمة السورية التي تعتبر قومية وتقدمية "قد إزدادت إلتصاقاً بـ "الرفاق" في موسكو" وذلك حتى في صراعاتها التناحرية مع بعضهم بعضاً!!.

ولهذا فإنه على الذين مركزة عيونهم على دمشق، إنْ من رفاق هذه المسيرة "الأسدية" العسيرة وإنْ، من خارجها، أن يدركوا، وهم يعرفون هذا، أنهم إذا أرادوا أنْ ينتزعوا الفيحاء من هذا النظام الذي لولا دعم الروس لكان قد تشظى منذ فترة سابقة بعيدة فإنّ عليهم أنْ "يبيعوا أنفسهم".. ومنذ الآن إلى رفاقهم الشيوعيين السابقين الذين من الواضح أنهم سيستعيدوا مكانة الإتحاد السوفياتي وأنّ "الرفيق" فلاديمير بوتين قد يعيد قراءة كتب الماركسية .. اللينينية!!. 

وهنا فإنه على الذين كانوا قد راهنوا على ذلك المدعو جو بايدن لإجتثاث الشيوعين، الماركسيين اللينيين من جذورهم أن يدركوا، أنّ فلاديمير بوتين، ليس قليلاً وإنه وحتى وإن كان بلا شوارب معقوفة قد يسعى لأن يكون "ستالين" جديداً.. وحتى وإنْ كان يصر على أنه قد حفظ غيبا الكتب الماركسية – اللينينية كلها!!.

وهكذا فإنه لولا هذه المعطيات كلها وأهمها التدخل الروسي في سوريا.. وحقيقة وتدخل آخرين من غرب وشرق وكل الإتجاهات لكان هذا النظام الذي كان حافظ الأسد، الذي يعتبر أهم من حكموا هذا البلد الذي لا يحكم بالسهولة، قد إنتزع الحكم عنوة من رفاقه "اليساريين"، الذين بقوا ينتظرون إنْ في العديد من الملاذات السورية.. وإنْ في العواصم البعيدة التي كان بعض "الرفاق" المتقاعدين.. ينتظرون تلك اللحظة التي يريدونها لكنهم بقوا في عواصمهم وإلى أن غادروا الحياة الدنيا.. إلى الآخرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي