: آخر تحديث

ماذا سيبقى من فلسطين؟

75
83
72
مواضيع ذات صلة

لا يحق لحركة "حماس" أن تذرف دموع التماسيح، بعدما حصل الذي حصل وأيضاً والذي سيحصل، فإنقلابها الدموي في قطاع غزة على السلطة الوطنية وعلى منظمة التحرير وحركة "فتح" هو الذي فتح كل هذه الأبواب العربية لإسرائيل والتي ستُفتح وهي متعددة وكثيرة على أي حال.. وإن الواضح أنّ صفحة السبعين عاماً بين العرب والإسرائيليين التي كانت تخللتها ثلاثة حروب طاحنة ومناوشات عسكرية كثيرة سوف تطوى ربما إلى الأبد وهذا يعني أن إحتلال الإسرائيليين لفلسطين من البحر إلى النهر قد يصبح أبدياًّ وإنه لا دولة فلسطينية..ولا هُم يحزنون!

وخلافاً لبعض ما يقال فإن: "شعار الأرض مقابل السلام" لم يعد مطروحاً إلاّ بالنسبة للفلسطينيين أو بعضهم في حقيقة الأمر الذين يصرون ورغم كل هذا الذي حصل والذي سيحصل بالتأكيد على أنّ الدولة الفلسطينية المنشودة ستتحقق وأن عاصمتها ستكون القدس الشرقية وأن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ومسجد عمر..وأيضاً كنيسة القيامة لن تكون إلا مقدسات عربية وحقيقة أن هذا من الواضح أنه سيكون مجرد أمنيات صعبة ومثلها مثل أمنيات الآباء والجدود الذين بقوا ينتظرون عودة "الأندلس" إلى ما كانت عليه.. يوم كانت عربية!!.  

وبالطبع فإنه يجب الأخذ بعين الإعتبار أولاً إن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم التي كانت أحتلت في عام 1967 وحتى وإن تضاءل هدف تحقيق الدولة المستقلة إنْ في المدى المنظور وإن على المدى الأبعد وثانياً أن هذه الـ "فلسطين" كانت قد خضعت على مدى حقب التاريخ البعيدة والقريبة لإحتلالات متلاحقة كثيرة وأنه قد قامت فوق أرضها دول غريبة متعددة وكثيرة لكنها بقيت دائماً وأبداً تلفظ المحتلين الغرباء وتعود لأهلها وهذه مراجع التاريخ متوفرة لمن يريد أن يتأكد من هذه الحقيقة.. وحيث كانت آخر موجة في هذا المجال لـ "الفرنجة" الذين هم من أطلقوا على أنفسهم صفة "الصليبيين" ..وذلك في حين أن أهل البلاد الحقيقيين قد أطلقوا عليهم إسم وصفة: "الفرنجة"!!.  

والواضح في هذا المجال أن العالم بما في ذلك  بعض الدول الكبرى الفاعلة والمؤثرة، قد إزداد تمسكاً بحقيقة أنّ ما أحتل من فلسطين  في عام 1967 لا يمكن الا أن يكون أرضاً فلسطينية وأنه من الصعب لا بل من المتعذر إبادة الشعب الفلسطيني كله من أجل أن يحقق المتطرفون الإسرائيليون شعار من البحر إلى النهر.. وإنّ بعضهم وهذا إنْ لم يكن كلهم لازالوا يتمسكون بشعار: "من النيل إلى الفرات".  

ثم وعندما يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من الواضح أنه بات يتحدث علناً، بعدما حصل كل هذا الذي حصل والذي قد  يحصل بإسم غالبية الإسرائيليين إلى القول أنه لم يعد مطروحاً شعار: "الأرض مقابل السلام" وأن الشعار غدا: "السلام مقابل السلام" فإنه ليس مستبعداً أن يستهدف وجود الفلسطينيين في وطنهم إن هم بقوا يطالبون بالحصول على دولتهم المستقلة في هذا الوطن الذي خلافاً لكل ما قيل فإن عملية "الضم" ستستمر في تقطيع أوصاله وإلى حدّ أن أهل البلاد الفعليين والتاريخيين لن يجدوا ذات يوم أي أمكنة لدفن موتاهم.. واللهم إشهد!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في