: آخر تحديث

تحليل الأسواق بين الأمنيات والواقع

0
0
0

محمد سليمان العنقري

غالباً ما يكون سبب ضعف نتاىج التحليل والتوقعات لأي أحداث بأي مجال هو خلط الأمنيات مع الواقع فتضيع البوصلة وتغلب العاطفة على القراءة والتشخيص للحالة مما يظهر المحلل سواء بالمجال السياسي او الاقتصادي، وغير ذلك بأنه ضعيف ولا يعتد برأيه فيسقط نفسه بنفسه نتيجة النهج الذي اتبعه فالأمنيات حق مشروع لكن إذا أردت تحويلها لطموح يهدف لنتائج ايجابية لابد من تحييد العاطفة عند التشخيص، ثم الانتقال لما ستكون عليه النتائج من خلال ما سيتم من عمل، وكذلك ما يوظف من إمكانيات للوصول لأفضل النتائج.

وفي عالم أسواق المال تزداد حدة التأثير السلبي للأمنيات إذا اختلطت بالتحليل والقراءة الواقعية للسوق أو لاي سهم أو سلعة أو أصل استثماري، ولذلك نجد أن كثيرا من القراءات تخالف مسار السوق او حركة الاسهم والسلع لأن ما يتمناه المحلل طغى على معطيات الواقع والمحصلة ليست فقط اخطاء بالتحليل والتوقعات، بل فقدان الثقة بالجهة او الشخص المختص مصدري أي تقرير يقرأ الأسواق والشركات، ويبني رأيا تكون النتيجة أن الاتجاه خالف تلك التقارير وقد حدث ذلك كثيراً في كل الأسواق لكنه يزداد في الأسواق الناشئة نتيجة ضعف خبرة صناعة أسواق المال لدى المؤسسات المالية، وكذلك المحللين المختصين بقراءة الاسواق

فلكل سوق قراءة تكون نابعة أساساً من فهم طبيعة الاقتصاد الذي بمثله السوق والقطاعات فيه وما يؤثر بالنمو الاقتصادي وكيفية مسار اتجاه القنوات الاستثمارية تاريخياً، وكذلك سلوك المستثمرين، وماهي اهدافهم من توظيف مدخراتهم، وهل السوق نضج من حيث التنظيم والتشريع، وهل المنتجات الاستثمارية التي تعد قائد التوجهات بالسوق تعطي المستثمر ما يريد بحيث يبقي على مركزه فيها ولا ينسحب مع أي تقلب يحدث بالأسواق؛ فهذا الجانب مرتبط بالوعي في الاستثمار، وهو دور تلعب عدة جهات على تطوير مفاهيمه بالمجتمع، وأهم هذه الادوار هو ما تقوم به المؤسسات المالية من ابتكار منتجات تلبي رغبات شرائح المستثمرين، وتكون مبنية على قراءة تحليلية دقيقة وتوضع خطط للتحوط من المخاطر التي قد تواجههم في طريق تحقيق ما وعدوا المستثمرين به.

اسواق المال عالم واسع من التشعبات، وتتميز بحساسية مفرطة اتجاه اي تصريح او خبر او تحليل يصدر حولها، ولعل أهم ما يجب أن يتم التركيز عليه، سواء من المؤسسات المالية او المحللين المختصين، هو التدقيق في تقاريرهم وآرائهم حول السوق أو الاصول الاستثمارية وهل دخلت الامنيات والعاطفة فيها حتى لا تفقد الثقة بهم لانهم عناصر اساسية في تزويد السوق بالمعلومات، وإيضاح آثار ما يصدر من أخبار ونتائج لأعمال الشركات او ما يؤثر بأي قناة استثمارية مع الأخذ بعين الاعتبار ردة فعل المستثمر اتجاه كل حدث او خبر بحسب مستوي الوعي والخبرة التي تغلب على الشريحة الأوسع منهم بما يساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد