: آخر تحديث

شهادات مو..زورة... صندوق آخر!

5
6
4

حمد الحمد

قبل «كورونا» بسنوات كان معنا مواطن طريف، لهذا حكاياته ترسخ في الذاكرة... يقول، كان لديه ابن (مكوكس) في الثانوية لا يريد مغادرتها، ومرتاح على ذلك بدنياً وعقلياً وذهنياً، يقول أنا والده سمعت عن مدرسة في دولة عربية تمنحك الشهادة ونجاح مية مية، يقول سافرنا وذهبت للمدرسة ودفعنا الرسوم، وكذلك ابنه تسلم الكتب، وقالوا لنا مع السلامة (بنفس شينه)، وكأنهم يقولون (لا نشوف وجيهكم إلا في يوم الامتحان)، وأخذ ابننا المصون الكتب، وكأنه تعهد ألا يفتحها حتى لا يزعج أوراقها.

ومرت أشهر وأشهر، وغادرنا للامتحان النهائي مع الولد اللبيب، دخل الابن الامتحان، وجلس يحك شعر رأسه، ثم التفت يميناً يريد أن يغش من الطالب الذي يجاوره، هنا صاح المدرس: (يا ابني يا غبي أجوبة الامتحان مكتوبة على السبورة)! بمعنى لا حاجة أن تغش!

تلك حالة من حالات الشهادات المزورة، وأذكر حالة أخرى حيث وقع في يدي كتاب عبارة عن رسالة ماجستير، ومحتواه معقول، لكن من كتبه قد (خلط الماي بالزيت)، بمعنى أن المؤلف ليس هو من كتب مادته، وكان عنوان الكتاب -وإن خانتني الذاكرة- قد يكون له علاقة بفكر التيارات الإسلامية الكويتية، لكن الغريب في مادته أن المؤلف ذكر أن الدكتور الفلاني الكويتي من كبار المفكرين الإسلاميين في الكويت، ولكن أنا أعرف أن الدكتور المذكور لا علاقة له بالفكر الإسلامي، وفي الكتاب أسماء أخرى غير معروفة لدينا، السالفة أن المؤلف المخفي (أمانته مو كلش زينه... أبداً أبداً).

هذه الأيام يتحدثون عن الشهادات المزورة وكشف أسماء أصحابها، لكن هذا الموضوع كبير جداً جداً وصعب فتح صندوقه، وهو مشابه لصندوق بندورا اليوناني، ومتأكد أنه أكبر من صندوق التجنيس العشوائي!

أعتقد ذلك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد