: آخر تحديث

هل خسر التلفزيون معركته؟

3
4
3

علي عبيد الهاملي

عندما هاتفني الزملاء في إذاعة «نور دبي»، صباح يوم الجمعة الماضي، ودعوني إلى الحديث عن اليوم العالمي للتلفزيون، عبر برنامج «البث المباشر» الذي يقدمه الزميل راشد الخرجي، رأيت شريطاً طويلاً من الذكريات يمر أمامي.

كان الحديث الإذاعي الذي اشترك معي فيه الصديق عبدالله الجزيري، أحد أوائل مذيعي تلفزيون دبي، عذباً، آسراً، وذا شجنٍ رغم قصره. لم أتمالك نفسي من استعادة تلك اللحظة التي جلست فيها لأول مرة أمام كاميرا التلفزيون، التي كانت تمتحن جرأتي على الجلوس أمامها أكثر مما كانت تمتحن أدائي.

حين اعتمدت الأمم المتحدة عام 1996 يوم 21 نوفمبر من كل عامٍ يوماً عالمياً للتلفزيون، لم تفعل ذلك لأنها أرادت الاحتفاء بشاشة، بل لأنها أرادت الاعتراف بوسيلةٍ صنعت الوعي بطريقةٍ مختلفة.

ولأنني عشت هذه التجربة من داخل غرف التلفزيون، لا من مقاعد المشاهدين، فإنني أعرف جيداً كم تعب العاملون في هذا الجهاز السحري كي يمنحوا الناس حقيقة ناصعة في عالم كثير الغبار.

واليوم، ونحن نعيش عصر التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، لا بدّ من الاعتراف بأن العالم تغيّر. لم يعد المشاهد ينتظر موعد نشرة الأخبار .

ولأنني من جيلٍ رأى التلفزيون في أولى خطوات تأسيسه على أرض الإمارات، وشهد صعوده وتحوّلاته، فإنني أؤمن بأن هذه الوسيلة لا تموت.

الاحتفال باليوم العالمي للتلفزيون عندي ليس احتفالاً بوسيلة إعلامية فقط، بل هو احتفال بذكريات مهنة لا تُعطي أسرارها إلا لمن أحبّها بإخلاص، وعاش تفاصيلها بشغف.

ويبقى السؤال الذي يلح عليّ ويثير قلقي، كلما نظرت إلى الشاشات الصغيرة التي نحملها في جيوبنا: هل خسر التلفزيون معركته؟

أتمنى أن يكون الجواب، بحكم محبتي وشغفي، هو: لا لم يخسر معركته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد