هناك علاقة ثلاثية قائمة على «أثافيّ» ثلاثة بين: المخدرات والسلاح والإرهاب.
على فكرة، هذه الثلاثية ليست حكراً على الحال عندنا في العالم العربي أو الإسلامي. لدينا في أميركا اللاتينية نماذج شهيرة على تداخل أشهر «كارتيلات» المخدرات مع تجارة السلاح ومع التنظيمات الإرهابية، في الحالة اللاتينية نتحدث عن إرهاب الجماعات اليسارية، مثل جماعة «الدرب المضيء» في كولومبيا سابقاً... كما نتحدث -الآن- عن علاقات «حزب الله» اللبناني بهذه الثلاثية في أميركا اللاتينية.
تنظيم «القاعدة» هو الآخر ضالع في هذه الثلاثية، في مكان آخر. لكنّ لهذا بحثاً آخر.
على ذكر «حزب الله» اللبناني، كان لافتاً سقوط أشهر «نجم» من «كارتيلات» المخدرات في لبنان والمشرق، وهو نوح زعيتر، في قبضة الأمن اللبناني مؤخراً، بعدما ضبطته دوريات مخابرات الجيش اللبناني، في معقله بين حدود سوريا ولبنان.
هذا الرجل تقاطعت فيه خيوط هذه الثلاثية.
نوح زعيتر عرفه البقاع بوصفه «الإمبراطور»، فقد عاش خلال هذه السنوات أطول مراحل التخفي، متنقلاً بين الجرود والحدود، قبل أن يفقد تدريجياً امتداداته السورية وشبكته الداخلية، وصولاً إلى اللحظة التي انهارت فيها كل خطوط الحماية دفعة واحدة.
عرف زعيتر أن الغطاء الأمني الذي يحميه، فقده، فقرر التواري واللجوء إلى سوريا، حيث ظهر في مقاطع فيديو عدة بمدن عدة فيها، بينها حماة واللاذقية. لكنه فقد هذا الملاذ السوري بعد سقوط نظام الأسد وذهاب سلطة «حزب الله» على منطقة القصير السورية - اللبنانية.
وكما قال مصدر لهذه الجريدة: «نصف قوة زعيتر سقطت يوم فقد امتداده السوري». يقول المصدر: «هذه ليست قصة توقيف شخص واحد، بل نهاية مرحلة كاملة من اقتصاد التهريب في البقاع. وما حدث لم يكن ليقع لولا أن الحمايتَين السياسية والأمنية انهارتا معاً. انتهت اللعبة، وانتهى زمن الرجال الذين كانوا يتحركون بين الجرود بلا خوف».
التعاون و«التمصلح» المشتركان بين الإرهاب والمخدرات والسلاح اللاشرعي، يندرج كلاهما تحت عنوان افتراس الدولة واغتيال القانون وتثبيت القلاقل، لأن بحر الفوضى ضرورة حياة لأسماك البيرانا القاتلة العميقة.
كلها أدوات لتغييب العقل «المخدرات»، أو الجسد «السلاح»، أو كليهما «الإرهاب»!

