طالت إصلاحات كثيرة وتغييرات وتعديلات كثيرا من الجهات الحكومية، في إعلان صريح بنقل البلد من مكان إلى آخر.
ولا يخفى على أحد أن فساداً طال جهات، لم نتخيل يوماً أنه سيطولها، خاصة بعد أن غابت المتابعة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، اضافة إلى استغلال ضعفاء النفوس والراغبين بالثراء السريع في هذه الاجواء، اضافة إلى استغلال المناصب والمكانة والاسم.
وهنا لاحظت ان ما حصل ويحصل من اجراءات حكومية - بشكل عام - لا يحوز رضا كل شرائح المجتمع، بالقبول والرضا نفسهما.
لماذا؟
لاحظت ان شريحة المتقدمين بالسن، أو من يطلق عليهم الأكبر سناً من مرحلة الشباب، هم أكثر الناس المتحمسين لهذه التغييرات والاصلاحات، وينظرون إليها كأمل تحقق لهم بعد طول انتظار.
فيما لم ألحظ الحماس نفسه عند فئة الشباب، الذين يرون ان ما تحقق من إصلاحات.. ليس هو المطلوب من حيث الأولوية والأهمية والطموح.
جالت الأفكار في رأسي وصالت، لعلي أجد سبباً منطقياً بعيداً عن التشنجات والتطرف في الأحكام، لهذه الملاحظة.
قد.. وأؤكد «قد» تكون هذه الاسباب التي سأوردها، هي تفسير منطقي:
قد تكون الفجوة بين الأجيال هي السبب، حيث إن الأكبر سناً هم أكثر تفاؤلاً أو رضا عن التغييرات، بسبب استفادتهم مما يجري، بينما الجيل الأصغر أو الشباب يرى أن هذه التغييرات لا تلبي تطلعاتهم أو تعالج مشكلاتهم الأساسية حسب أولوياتهم وأهميتها لهم.
والشباب الكويتي لا يختلف عن شباب العالم، وهذه الفئة غالباً، وحسب الدراسات النفسية والاجتماعية، تعاني انخفاضاً في مستوى ثقتها بالمؤسسات الحكومية. وهذا بدوره، يؤثر سلباً في حماسهم للمشاركة في مجمل التغييرات، التي تطول أغلبية مؤسسات الدولة.
اضافة لذلك، فإن الشباب بشكل عام يواجه تحديات اقتصادية أكثر ممن هم أكبر سناً واستقروا في حياتهم ورضوا بواقعهم.
من هذه التحديات.. البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، وهذا الأمر من شأنه ان يقلل من تفاؤل الشباب بخصوص التغييرات، التي لا يرون انها تتناول قضاياهم بشكل مباشر وسريع كما يحلمون ويتوقعون.
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الشباب في المجتمع الكويتي، فإنهم لا يرون ان تمثيلهم في مواقع صنع القرار بمستوى طموحهم، مما يؤدي إلى شعورهم بأن التغييرات لا تعكس احتياجاتهم أو تطلعاتهم، أو تكون بمستوى طموحاتهم.
ما سبق يشير إلى أن الحكومة في طريقها الصحيح للإصلاح وتقليص الفساد شيئاً فشيئاً، وهذا لا يمنع أبداً أن نستمع جميعنا إلى ملاحظات الجميع، وان تتسع صدورنا حتى نقلص مساحة عدم الرضا، وتقليص بعض المسافات.. من حيث الاتجاه والسرعة والأولوية، وصولاً إلى الهدف العام.
إقبال الأحمد