: آخر تحديث

كنيدي وإسرائيل.. والقنبلة النووية

4
3
3

أصدر الرئيس ترامب أمراً رئاسياً، فرض فيه الإفراج الجبري عن ثلاثة ملفات سرية، تتعلق باغتيال الرئيس الراحل جون كنيدي، وشقيقه السيناتور روبرت، وداعية حقوق الإنسان القس مارتن لوثر كنغ. لكن يبدو أن جهات تحاول منع ذلك، وقد ينتهي الأمر بإخفاء، أو إبقاء بعض الأجزاء طي الكتمان، ربما، للشك في دور إسرائيل في عملية اغتيال الرئيس كنيدي.

***

«.. بعد يوم من رحيلي الطويل، سوف تتذكرونني، وتقولون كان ينبغي لنا أن نوقف البرنامج النووي الإسرائيلي، وكان علينا إلغاء نظام البنك الفدرالي، وكان علينا طرد كل العملاء السريين، والمشعوذين، والمغتصبين والصهاينة من بلادنا الرائعة، الوقت يمضي، ولكن لا تزال هناك فرصة للقيام بكل ذلك، تذكروا هذا»!

ينسب زوراً النص أعلاه للرئيس كنيدي، وانتشر مؤخراً على وسائل التواصل، تعليقاً على خبر الأمر الرئاسي بالإفراج عن ملفات الاغتيال، ولا يظهر هذا النص في أي من خطب كنيدي الرسمية أو كتاباته أو سيرته الذاتية الموثوقة، ومع هذا صدّق الكثيرون نسبة النص له، وغالباً بسبب القلق الشديد، الذي لم يكن الرئيس كنيدي يخفيه، بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، وسعيه إلى الحد من الانتشار النووي في العالم أجمع، وخلافاته الشديدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومؤسس الدولة، ديفيد بن غوريون، وتالياً مع خلفه ليفي أشكول، وضغوطه عليهما للسماح بعمليات تفتيش منشآت إسرائيل النووية السرية في ديمونا، لضمان أنها بالفعل ستستخدم للأغراض السلمية، كما كان الادعاء في البداية. وقد تبادل الطرفان رسائل عدة، تضمنت مخاوف كنيدي بشأن التطوير المحتمل للأسلحة النووية، لكن إسرائيل قاومت كل الضغوط الأمريكية، متجنبة الشفافية الكاملة بشأن نواياها.

يعتبر كنيدي أول كاثوليكي يتقلّد منصب رئيس الولايات المتحدة في تاريخها، وكان الكاثوليكي الثاني جو بايدن. انتخب كنيدي عام 1960، واغتيل عام 1963.

وتاريخياً كانت للبروتستانت السيطرة الكاملة على منصب الرئيس ومعظم المناصب الخطيرة الكبرى، وازداد دورهم، الأنجليكان منهم، الجماعة المسيحية الأكبر والأكثر غنى وقوة وظهوراً على الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، وكان لهم الدور الأكبر في فوز الرئيس ترامب، في ولايتيه الأولى والثانية.

***

رغم قصر فترة حكم الرئيس جون كنيدي، الذي تم اغتياله قبل أن يكمل ولايته، فإنه كان شخصية مؤثرة في السياسة الأمريكية والعالمية، حيث واجه تحديات كبيرة، مثل الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، ودوره الخطير في أزمة الصواريخ الكوبية، التي كادت أن تودي بالعالم لحرب نووية مدمرة، ونجاحه في إجبار السوفيت على سحب صواريخهم من كوبا، كما أن إرثه السياسي لا يزال حاضرًا، خاصة في مجالات الفضاء، حيث كان أول من تعهد بوضع رائد فضاء على سطح القمر خلال عشر سنوات، كما كان من أكبر دعاة الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين، وغيرهم من الأقليات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد