: آخر تحديث

الجُسور الإغاثية والهجوم المُوَجَّه!

7
7
6

علي الخزيم

= ما زالت قنوات ومواقع وحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تَهْرِف بما لا تعرف حول حجم المساعدات السعودية للإخوة الأشقاء بسوريا، وتُحلّل وتُنَظّر بما يتعلق بالجِسر الإغاثي وجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: فهذا صوت يُقلّل من شأن المساعدات؛ وذاك ناعق يزعم أن مقاصد مشبوهة وراء تلك المساعدات (بهذا الحجم الكبير اللافت التاريخي)! وآخر يَعرض مقاطع مصورة تتضمن أصنافًا بسيطة من المساعدات السعودية كعِلب الأغذية أو أكياس السُّكر ونحوها ليقول إن هذه عيّنات مما يصل للشعب السوري بمحاولة للتقليل من أثر الجهود المباركة تجاه الأشقاء والأصدقاء بكل مكان.

= أيها الناعق الساذج؛ المأجور ببلاهة لاهثة وراء دولار لامِع؛ أو وعود بتذكرة سفر أو عمل دنيء يسد رمقك كالضال الجائع، أقول: إن مملكة العز والعزم والإنسانية إنما تقدم كل هذه الإعانات وأعمال الإغاثة الخيرية الإنسانية تريد وجه الله سبحانه لبلادنا وقيادتنا الحكيمة الرشيدة وللشعب السعودي العربي الأصيل الذي يتمسك بمبادئ الآباء والأجداد؛ نؤثر على أنفسنا ونُغِيث الملهوف:(المظلوم الذي ينادي ويستغيث من أجل إنقاذه ورفع الظلم عنه)، ونطعم الجائع والفقير؛ ونمسح دمعة المسكين، فهي سجايًا توارثناها ونفخر بها ولا نحيد عنها؛ ولا يضيرنا بها تُرَّهَات مُتَحذلِق أو تَخَرّص سَفيه أو أقاويل مدفوع بقناعات شاذة وأجندات مغرضة.

= وكيف يكون لقيادتنا -أعزها الله سبحانه- مآرب وراء سلاسل وقوافل الدعم والإغاثة عبر العقود الزمنية وبسخاء منقطع النظير إلى من يحتاج للدعم والغوث والمساندة بكل اتجاه عبر العالم، فحين يكون الدعم (مثلًا) لدولة بأقاصي الدنيا لا تأثير لها سياسيًا ولا اقتصاديًا وقد لا تربطها روابط متينة مع المملكة فأين المآرب المزعومة هنا؟ وحين يكون الدعم لشعب فقير يلتمس لقمة العيش ودولته تعجز -نظرًا لظروفها- عن توفير سبل العيش له فتكون المملكة بجانبه بقدر الاستطاعة؛ فأين المقاصد الانتهازية هنا؟ ويبدو أن بعض تلك الأصوات المبحوحة الشَّقية تُدرك هذا المعنى غير أنها لا تملك غير (الخُوار جَبرًا) تدفعها أيدٍ مُلوثة بالحقد والحسد والكراهية.

= ويؤكد ما ذهبت إليه المتحدث باسم رئاسة أمن الدولة خلال ندوة (الإرجاف وسبل مواجهته) التي رعاها مؤخرًا سمو أمير منطقة القصيم؛ فقد قال:(إن هناك سردية موجهة ضد المملكة تهدف إلى طمس الجوانب المضيئة وتعزيز أفكار الذاتية والانفصال عن المكون الأساسي، وتسعى لتقديم بدائل تؤدي إلى إبعاد الأفراد عن هويتهم وقيمهم وثقافتهم)؛ وأضاف:(الإرجاف يعد سلوكًا يستهدف خلق مشاريع فكرية تضر بمصالح الوطن عبر أساليب الخديعة والمكر، وأن المرجفين يحاولون التقليل من قيمة ما نملك لتعزيز التنازل عنه بسهولة)؛ ووجَّه دعوة للشباب للحذر مما يسمعونه ويقرؤونه؛ مشيرًا إلى ضرورة التصدي للإرجاف.

= أعود لسَجِيَّة الكرم العربي كصفة متأصلة لدى عرب الجزيرة تزيَّنوا بها قبل الإسلام؛ وكان إسلامهم إتماما لها وتكريسا، ومما قالت العرب:(إذا سَرَّك أن تنظر إلى السَّخاء فانظر إلى هَرِم بن سِنَان أو حاتم طَي)! وقال حاتم بأحد المواقف:

(إِنَّا إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا دَرَاهِمُنَا

ظَلَّتْ إِلَى سُبُلِ الْمَعْرُوفِ تَسْتَبِقُ)!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد