: آخر تحديث

هكذا ستكون علاقات المملكة وأمريكا في أربع سنوات قادمة

2
2
2

خالد بن حمد المالك

ثمانية عقود مضت وانقضت من عمر العلاقات التاريخية بين المملكة وأمريكا، شهدت خلالها نمواً متواصلاً، وتعاوناً لا ينقطع، ومصالح ثنائية مشتركة جذَّرت هذه العلاقات، وأبقتها راسخة ومتجدِّدة، آخذةً بأفضل مسارات العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، والتعاون في مختلف المجالات.

* *

وكل ملك أو ولي العهد، وكل رئيس أمريكي أو نائب له، أخذ حصته في تعميق هذه العلاقات وتطورها، والبناء على تفاصيلها في تعزيز كل ما من شأنه خدمة شعبي البلدين الصديقين، دون وجود ما يُعكِّر هذه العلاقات، أو يمسُ أسسها الثابتة، أو ينال من مكتسباتها.

* *

بعد يومين من تنصيبه رئيساً لأمريكا، اتصل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو الرئيس الذي شهدت ولايته الأولى تطوراً كبيراً في علاقة البلدين، وتفاهماً على كل الإضاءات التي رأيناها في وجهات النظر بين القائدين، بدءاً من أول زيارة للرئيس الأمريكي خارج أمريكا للمملكة، بما اعتُبر مؤشراً أو رسالة على أولوية مكانة الرياض بين دول المنطقة، إلى حين انتهت فترة ولايته الأولى.

* *

وكما هو معروف ومعلن، فهناك علاقات تاريخية تربط المملكة بأمريكا، وتحالف إستراتيجي بين الرياض وواشنطن، منذ ثمانية عقود، علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والندية في التعامل، كحليفين وصديقين، واتصال سموه إنما هو للتأكيد على إستراتيجية هذه العلاقات، وأن محورها يأتي بما فيه الارتقاء بها لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

* *

وحين يعلن ولي العهد عن رغبة المملكة بتوسيع استثماراتها التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأربع القادمة بـ600 مليار دولار، فإن ذلك يأتي انطلاقاً من قناعة الرياض بقدرة إدارة الرئيس ترامب على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من الفرص المتاحة فيه للشراكة والاستثمار.

* *

ومن الواضح أن الاستثمارات التي تخطِّط المملكة لتوسيعها داخل أمريكا، إنما هي لاستكمال الشراكات الاقتصادية والتجارية التي بدأتها المملكة منذ الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ترامب، والتي شملت العديد من الفرص في القطاعات الواعدة، وبينها تلك التي لها انعكاسات مباشرة في نقل وتوطين التقنية، وخلق الفرص الوظيفية، والاستفادة من القفزة التنموية التي تشهدها المملكة، بوصفها الاقتصاد الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين.

* *

ويتزامن إعلان الأمير محمد بن سلمان عن رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية بأمريكا، مع إعلان صندوق سوفت بنك الذي تمتلك المملكة حصصاً فيه عن عزمه تخصيص 500 مليار دولار في استثمارات خاصة بالذكاء الاصطناعي.

* *

وهناك مجموعة من الاستحقاقات في مجالات التعاون المشتركة بين الرياض وواشنطن خلال السنوات الأربع القادمة، وكلها متفق عليها مسبقاً، وبينها الصناعات العسكرية، استكشاف الفضاء، تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتطوير الطاقة النووية، وغيرها، وينتظر أن يتم تحقيقها باستثمارات ثنائية مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة بين الجانبين.

* *

ولم يغفل سموه خلال اتصاله بالرئيس الأمريكي تركيزه على بحث سبل التعاون بين الرياض وواشنطن لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب، وتأكيد سموه على أهمية العمل الثنائي بين الدولتين في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

* *

هذا هو المتوقَّع لما ستكون عليه علاقات المملكة وأمريكا خلال فترة رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية ومدتها أربع سنوات، وهي بتفاصيلها تأتي امتداداً لما تحقق في فترة الرئيس الأمريكي الأولى، وما لا يجب إغفاله أن الرئيس ترامب عبَّر أكثر من مرة عن احترامه وتقديره وإشادته بالملك سلمان والأمير محمد، وتثمينه للعلاقات التاريخية بين بلدينا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد