سمعتها جملة، ايقنت أن السياسة وللأسف تفرق والرياضة والفن يجمعان.
قالها أحد الزائرين للكويت لحضور بطولة خليجي 26 مناديا أهله بلاده.. أن يحضروا للكويت ليروا الكويتيين على حقيقتهم، عكس ما يرونه ويسمعونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تُثار المشاكل، وتثور الأقلام.. فتصب جام غضبها، فتثور الفرقة وتحجب بعض مشاعر الحب واللمة.
من الجميل أن تستمع الى اطفال من الكويت يتحدثون وبطلاقة جميلة أثارت إعجاب الجميع، وهم يعتبرون أن فوز أي منتخب مقابل الكويت، هو فوز للكويت، وأن الخليج واحد وأن الحب الممتد في الكويت يجمع تحته كل دول الخليج.
في السنوات السابقة كانت هناك حالات كثيرة من الغضب والحدة في التعبير عن عدم الرضا عن نتائج بعض المباريات بعد صفارة الحكم اعلانا بفوز هذا المنتخب على الآخر، إلا أن «خليجي 26» في الكويت كان مختلفا.
هؤلاء الأطفال بالتأكيد لا يقولون شيئا الا بعد ان يكونوا قد سمعوه من اهاليهم.
وهذا بحد ذاته دليل على أننا جميعا.. بغض النظر عن الجنس أو العمر، قد التقينا بالفعل في مشاعرنا، وشعرنا بالحاجة إلى وحدتنا كمنظمة سياسية، ووحدة مشاعرنا وفرحنا.
جميل جدا ورائع أن تغادر الفرق كلها والجماهير المشجعة.. كل إلى بلده، والكل يحمل ذكريات جميلة عن الكويت وخليجي ٢٦ الذي كان متميزا برقي المشاعر وجميل الكلمات وروعة التمنيات.
هذه الروح الخليجية التي انتشرت في كل ملاعب المباريات وأماكن الترفيه والمقاهي والحدائق، وحتى الشوارع والمناطق، أثارت عبقا جميلا ينثر رائحة الحب ورائحة الاحترام بين شعوب دول مجلس التعاون اضافة للعراق واليمن.
سوق المباركية الذي يحكي تراث الكويت، كان مكانا لاعلان مشاعر البهجة والفرح، حيث الأعلام تمازجت بألوانها تتمايل يمينا وشمالا مع مشاعر الحب والبهجة التي عبر عنها كل ضيوفنا مشجعي كل المنتخبات.
اجمل عبارة قالها طفل كويتي.. انه يتمني ان يقسم الكأس الى اجزاء.. ويوزعها على كل الدول المشاركة.
نعم هذه هي الكويت التي نأت بنفسها عن كل المنغصات بسبب السياسة، والتي اثارتها بعض الخلافات والترسبات، حين وقفت الكويت بالحياد.. بعد ان بذلت جهودا مضنية للوساطات ومحاولات تجاوز بعض الخلافات.
تبقى الكويت ارض السلام والارض التي يلتقي عليها الحل والتسامح وجمال الكلام والافعال.
الى كل من ساهم ولو حتى بكلمة جميلة او دعوة كريمة في نجاح البطولة واضفاء هذا الجو الرائع الذي اثار دفئا كنا بأمس الحاجة له وسط موجة البرد، نقول شكرا لكم بحجم السماء.
الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي، والأهم من ذلك الانتعاش النفسي الذي شعرنا به كلنا، نتمنى أن ترصده الجهات الحكومية المسؤولة، حتى يعرف الجميع أن فتح الكويت وانفتاحها أمرا ليس ترفيهيا أو خروجا عن التقاليد فحسب، بل هو مطلب اقتصادي واجتماعي ونفسي أيضا.
شكرا بحجم السماء لكل من رحب وكل من دفع فاتورة وكل من ساعد واسعد اهلنا في الخليج خلال تلك الأيام القليلة، فأزال قشرة خفيفة كانت تحجب لمعة دانة الخليج الحقيقية التي بهرت الجميع وأبهرت.
إقبال الأحمد