: آخر تحديث

المترو.. عوائد اقتصادية وجودة حياة

8
8
8

مثل أي مواطن سعودي أفرح كثيراً بأي إنجاز يحدث، ومنذ افتتاح مترو الرياض وأنا أشاهد مقاطع الفيديو التي تظهر احتفاء وسعادة أهل الرياض به، وما وفره على كثير منهم من الوقت والجهد، سواءً في وصوله إلى عمله أو مكان دراسته، بمشهد حضاري راقٍ، ونظافة وتنظيم يليقان ببلدنا المباركة الحاضنة للأماكن المقدسة.

هذا المشروع الضخم الذي يعرف بـ العمود الفقري لـ"شبكة النقل العام بمدينة الرياض.

تحقق هذا الحلم في العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وعراب رؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. حفظهما الله ورعاهم.

وترحيبي وسعادتي بهذا المشروع تأتي من قناعتي بأن السعودية إذا وعدت أنجزت، وإذا أنجزت لم يكن منجزها كما اعتاده الآخرون، فهذا أكبر مترو بالعالم يُبنى في وقت واحد وليس على مراحل، وطوله الإجمالي يبلغ تقريباً 176 كيلومتراً، ويشمل 84 محطة، وتكلف إنشاؤه 22.5 مليار دولار تقريباً، كما يُعد أطول شبكة مترو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما يشهد المترو على قوة البنية التحتية للمملكة، فهو يغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية، والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط محطاته بمطار الملك خالد الدولي، ومركز الملك عبدالله المالي، والجامعات الكبرى، ووسط المدينة، ومركز النقل العام.

كذلك تتكامل خدماته مع خدمات الحافلات التي تجوب مناطق الرياض، ضمن شبكة عملاقة تهدف إلى تقليل الزحام، وجودة الحياة، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية له 1.16 مليون راكب يومياً، ويُتوقع لقطاراته التي تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة أن تقلل الاعتماد على السيارات الخاصة بمقدار مليوني رحلة يومياً، إلى جانب خفض التلوث بنسبة 36 % في الرياض، من خلال خفض انبعاثات الكربون بمقدار 400 ألف طن سنويًا، إضافة إلى الحد من تهالك الطرق، وتقليل فاتورة صيانتها.

أما الفوائد الاقتصادية للمشروع العملاق فكثيرة جداً، فمع توسعاته المستقبلية للمسارات كي تتناسب مع كثرة المشاريع المستقبلية والنمو السريع المتوقع للمدينة، سيجذب هذا العديد من الشركات الدولية، والوطنية الكبرى، ما يعزز مكانة الرياض كمركز تجاري مركزي في المنطقة.

كما أن رحلات المترو المحددة بزمن معين ستقلص الوقت المهدر بالازدحام المروري، وترفع من إنتاجية الموظف الذي كانت ترهقه الطرق، كما ستزيد الكفاءة اليومية وتسرع الأعمال التجارية، فيما تشير دراسات تحليلية إلى أن مشاريع المترو يمكن أن تسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل خلق الوظائف، مما يسهم في القضاء على البطالة، وتوفير الفرص المناسبة لكوادرنا السعودية المبدعة الطموحة. 

يا بلادي واصلي والله معاك.

واصلي واحنا وراك.

واصلي والله يحميك إله العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد