حمود أبو طالب
بدأ أمس تشغيل قطار الرياض بعد تدشينه رسمياً من راعي نهضة الرياض وصاحب فكرة المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبذلك تنضم إلى المدن العالمية الكبرى التي أصبح القطار العمود الفقري لمواصلاتها وأحد أبرز ملامحها، وتشكّل محطاته ومركباته حالةً ثقافيةً واجتماعيةً بالإضافة لكونها وسيلة الحركة والتنقل في عصر السرعة والزحام والسباق مع الوقت.
مشروع قطار الرياض الذي كلف المليارات ينبغي أن يحقق الغرض من إنشائه، ويتحقق ذلك عندما يجد الناس أنه فعلاً حل عملي للزحام بسهولة الوصول إليه أولاً، وانضباط مواعيده، وتغطيته الشاملة للمدينة. الرياض تشهد توسعاً عمرانياً مستمراً في كل الاتجاهات، وزيادةً سكانيةً كثيفةً، وأعداداً متزايدةً من الزائرين داخلياً وخارجياً، بالإضافة لكونها العاصمة التي تتمركز فيها كل المصالح الحكومية والهيئات والشركات الكبرى، وتعقد فيها الفعاليات والمؤتمرات المحلية والدولية، بالإضافة إلى موسمها السياحي الذي يشهد إقبالاً كبيراً من داخل المملكة وخارجها. كل هذه الأسباب تجعل من مرونة التنقل فيها عاملاً مهماً كي تكون مدينة مريحةً، لأن الاختناق المروري الدائم في أي مدينة يتسبب في خفض إنتاجيتها ورشاقتها وجودة الحياة فيها.
نعرف أن تجربة النقل العام كانت موجودة خلال زمن سابق، خصوصاً في مدينتي جدة والرياض من خلال حافلات نقل متواضعة كانت تخدم شريحة كبيرة من الناس، لكنها اندثرت تقريباً بعد طفرة امتلاك كل شخص سيارة، وأكثر من سيارة لكل أسرة، لكن هذا الوقت بكل معطياته لا بد أن تتغير فيه هذه الحالة لأسباب اقتصادية وعملية، ونعرف أننا نحتاج وقتاً كي يصبح استخدام وسائل المواصلات العامة ثقافة مجتمعية.
وعلى أي حال نأمل أن نرى مشاريع مماثلة لقطار الرياض في بقية المدن الكبرى لأنها أصبحت حاجة وليس ترفاً، كما يجب تذكير المجتمع بالحفاظ على نظافة وجمال محطات مشروع قطار الرياض التي تمثل معالم جمالية فريدة.