: آخر تحديث

حزب الله المخترق!

12
11
11

خالد بن حمد المالك

الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا، لم يستطيعا رغم إمكاناتهما وسيطرتهما على العراق من اختراق يمكّنها من الوصول إلى مكان اختباء صدام حسين إلا بعد فترة طويلة، وبسبب الإغراء المادي والجنسية الأمريكية لمن يدلي بمعلومات يتم من خلالها الوصول إلى الرئيس العراقي السابق والقبض عليه.

* *

بينما حزب الله، تم اختراقه خلال أيام، وبأكثر من وسيلة وطريقة، من البيجر إلى السلكي واللا سلكي، وصولاً إلى المعلومات الدقيقة التي تضبط تحركات أمين عام الحزب حسن نصرالله وجميع القادة في الصف الأول والثاني، بالدقيقة والساعة، وتحديد المكان بكل دقة، ودون خطأ واحد مما كان يمكن فهمه على أنه تضليل للعدو، بمعلومات غير صحيحة.

* *

فكيف حدث هذا لحزب الله، ومن أين لإسرائيل بهذه المعلومات، وكيف حصلت عليها، وهل مصدرها إيران، أو حزب الله، أو من الجهتين، وكيف تفشَّت هذه الخيانة بهذا الحجم في صفوف حزب الله، وما هو أدهى وأمر، كيف حدث ما حدث للبيجيرات، ومن صنعها، وسلَّمها، وحدَّد موعد استلام عناصر الحزب لها ساعة تفجيرها، وهي بين أيدي الميليشيات؟

* *

لا يزال الحزب في حالة ارتباك، وفوضى، وعدم القدرة على مواجهة إسرائيل، مع غياب القادة والأمين، واشتداد الضربات الإسرائيلية لكل مواقع الحزب، وعدم التوقف عن ملاحقة ما تبقى من العناصر القيادية أينما كانوا وقتلهم، بفضل المعلومات عن الحزب التي تغذِّي الحملة الإسرائيلية، معتمدةً عليها في معرفة مواقعهم، والطريقة المناسبة لتصفيتهم.

* *

هناك صمت من جميع الأحزاب اللبنانية حيال ما يجري لحزب الله، بما يفهم منه عن رضاهم بإنهاء قوة حزب الله، الذي ظل يشكِّل تهديداً للأحزاب الأخرى، بل وللبنان كلها، حتى وإن كان يتم ذلك على حساب تدمير لبنان، وقتل اللبنانيين الأبرياء، ومثل ذلك هناك صمت سوري، مع أن هذا الحزب هو الذي أفشل سقوط النظام السوري إثر المظاهرات الكبيرة التي انطلقت في كل المحافظات والمدن السورية.

* *

أما إيران، وما أدراك ما إيران، فلم تفعل شيئاً، غير تطمين أنصارها بأن حزب الله بخير، وأنه قادر على مقاومة إسرائيل، بخلاف ما يراه ويشاهده الجميع، من أن الحزب عاجز عن إيقاف سيل التفجيرات الهائلة التي تضرب بها تل أبيب كل لبنان دون تفريق، ودون قدرة الحزب على المواجهة، مكتفياً بإطلاق بعض الصواريخ على إسرائيل، دون أثر كبير مضر بها.

* *

والأيام القادمة ربما تكون حُبلى بالمزيد من المآسي لحزب الله، وللبنان عموماً، وقد تتضاعف مع الاحتمال المؤكد بقيام إسرائيل بضرب إيران، انتقاماً مؤجلاً من صواريخ كانت أطلقتها إيران على إسرائيل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد