: آخر تحديث

التراجع قرار

15
14
13

عثمان بن حمد أباالخيل

حين تختفي معالم الطريق الذي تسلكه هذا دليل على إنك في الاتجاه الخاطئ وما عليك سوي التراجع وسلوك الطريق الصحيح. في تفاصيل حياة الإنسان نجد أنفسنا أحيانًا أمام قرارات وأفعال يمكن أن تكون خاطئة، ومن الضروري أن نقرر الرجوع عن هذه القرارات والأفعال، إن الرجوع عن الخطأ وتصحيح تلك الأخطاء التي ارتكبناها عنصر أساسي في بناء علاقات حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا مع الآخرين بصورة حضارية.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون). فهي دعوة صادقة للتراجع عن الأخطاء. الإنسان مهما علا شأنه، وطال به زمانه، لا بد أن يقع في الخطأ؛ لأنها طبيعة البشر. والإنسان العاقل هو الذي يستفيد من أخطائه، ولا يستمر فيها والرجوع عن الخطأ فضيلة.

يا للأسف، صغار النفوس هم الذين يبحثون عن الأعذار والأوهام، كي يقدموها ليُخفوا خلفها خطأهم ويستمروا في خطئهم الذي بدأوه وهذا دليل على عدم النضوج الفكري، إنه الخطأ الحقيقي في تمادي البعض في خطئهم، وعدم اعترافهم به، والإصرار عليه، والجدال عنه بالباطل، واعتبار الرجوع عنه نقيصة.. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (كل بني آدم خطاءٌ، وخير الخطائين التوابين).

أن الاعتراف بالخطأ دليل على نُبلٍ في النفس، ونُضج في العقل، وسماحة في الخُلق وسلوك إسلامي، وعلينا غرسه في عقول الأطفال منذ الصغر ليدركوا في الكبر مدي شمولية ديننا.

(النجاح ليس عدم فعل الأخطاء، النجاح هو عدم تكرار الأخطاء). جورج برنارد شو.

يحز في نفسي ونفوس الاخرين حين يحدث الخطأ من قريب نراهم كثيرا في حياتنا في تفاصيل حياتنا عادة ما تكون أصعب من تلك التي تقع مع الذين لا تربطنا بهم أية علاقات، وهنا نفهم معنى الشاعر طرفة بن العبد حين قال:(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة). إن الاعتراف بالأخطاء ليس مجرد الاعتذار، بل هو تصحيح للسلوك وتقديم الاعتذار الذي يثلج الصدر ويريح النفس هذا النهج هي أداة قوية لبناء علاقات صحية وتحقيق النجاح في الحياة.

(لا تقهر أحداً لتسعد نفسك، ولا تظلم شخصاً لتبرر أخطاءك، حاول دائماً بناء سعادتك بعيداً عن آلام الناس.) الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله.

يعتقد البعض أن التراجع عن الخطأ وتقديم الاعتذار يمس كرامتهم وإنسانيتهم، وهذا اعتقاد خاطئ والعكس صحيح فهو يريح النفس ويشرح الصدر ويزرع الأمل لدي الطرف الاخر بعودة المياه الى مجاريها، شخصيا مررت بمثل هذه المواقف التي اثلجت صدري وازاحت كابوس العدوات مع الطرف الاخر إنها قمة الإنسانية وروح المحبة والآلفة. أبداً لا تتردد يا من يعيش حالة عدم الاستقرار النفسي تراجع عن موقفك وقدّم اعتذارك والرجوع من سمات أصحاب القلوب الطيبة المحبة للخير والسلام... عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.