: آخر تحديث

من وحي «الزومبي»

14
13
18

لمفردة، أو شخصية، الزومبي حضور في الأدب والسينما. في عام 1929 صدرت رواية «الجزيرة المسحورة» لويليام سيبروك التي تناولت موضوع القدرة على إحياء الموتى، وفي عام 1968 أنتج فيلم «ليلة الموتى الأحياء» (Night of the Living Dead)، فأصبح من أشهر الأفلام التي تناولت «الزومبي»، ودشّن موجة من انتشاره في أفلام الرعب والخيال العلميّ. الفيلم مستوحى من رواية لكاتب الخيال العلمي الأمريكي ريتشارد ماثيسون كتبها عام 1954 بعنوان «أنا أسطورة»، كما ظهر الزومبي لأول مرة في فيديو كليب في أغنية لمايكل جونسون، وكذلك في العديد من القصص وألعاب الفيديو والرسوم المتحركة على قنوات الأطفال والبرامج الترفيهية.وللإيجاز سننقل تعريف «ويكبيديا» للزومبي واصفة إياه بـ «الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات، وغالبا ما يطبق هذا المصطلح غير الحقيقي لوصف شخص منوم مجرد من الوعي الذاتي»، وترجح الموسوعة أن أصل الكلمة مصدره غرب إفريقيا، ففي الكونغو تتشابه مع كلمات مثل «نزامبي» التي تعني «إله»، و«نزومبي» التي تعني «صنم».ما كنا سنعود لهذا كله لولا تعليق موجز أعدّته شهد راشد وإيمان سعد، نشر على موقع «ثمانية»، استهلتاه بالسؤال التالي: «هل تعرف كم حساباً (ميتاً حيّاً) لديك في الإنترنت؟»، قبل أن تجيبا أنه 168 حساباً، لا لأنهما قامتا بجرد تلك الحسلبات، وإنما لأن هذا الرقم هو «المعدّل الذي استنتجته شركة إدارة كلمات السر «نورد باس». تعطي واضعتا التقرير القارئ الحق في الشك في مصداقية الرقم، لكنهما تدعوانه لأن يسأل نفسه: كم مرة فتحت حساباً شخصيّاً، في موقع أو تطبيق، ثم نسيت أمره تماماً؟.هذا الحساب الحي الميت، إذا بقي دون حذف من صاحبه فإنه سيتحول إلى «زومبي»، ومثل الزومبي فثمّة احتمال كبير أن يعضّك على غفلة، لأنه أحد منافذ الهاكرز إلى معرفة بياناتك وتخمين كلمة سرك في الحسابات التي تهمّك، خصوصاً إذا كنت ممن يكررون كلمة السر نفسها في حسابات مختلفة.بعيداً عن هذا التحذير، ألا يلاحظ الكثير منا أنه مُتابع سواء على منصات مثل إكس أو فيسبوك أو انستجرام، وسواها من قبل الآلاف ممن يفترض أنهم متابعون له، ولكنه سيكتشف أن الغالبية الساحقة من هؤلاء لم يمروا، ربما ولا مرة واحدة، على حساباته على هذه المنصات، وأن عدد من يتابعونها، بين الحين والآخر، وليس بشكل دائم، لا يتجاوز العشرات، أو المئات في أحسن الأحوال؟ممكن القيام بإجراء اختبار بسيط على قائمة الأصدقاء على منصة فيسبوك، مثلاً، فستجد أن الكثيرين إما غادروا المنصة، أو جمدوا حساباتهم عليها منذ سنوات، ولن تخطئ العين ملاحظة أن بعضهم توفاه الله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.