سلطان الزايدي
إن أكثر ما يثير الرأي العام في سوق الانتقالات الحالية والموسم الماضي هو ضبابية عقود اللاعبين، فمن لحظة التعاقد مع «كريستيانو رونالدو» وحتى هذه اللحظة لا يمكن أن تجد أحدًا خارج مشروع الاستقطابات يملك أرقامًا دقيقة عن حجم التعاقدات؛ وبالتالي أصبحت الاجتهادات في هذا الجانب كثيرة، فجمهور الهلال يرى أن النصر الأكثر استفادة وإنفاقًا في سوق الانتقالات؛ بسبب التعاقد مع نجوم مهمين في أوروبا، وعلى رأسهم الظاهرة «رونالدو»، وجمهور النصر يرى أن الهلال الأكثر إنفاقًا واستفادة من مشروع الاستقطابات، ويستند إلى بعض الأرقام التي تقدمها بعض البرامج الرياضية التي يعتقد المتابع الرياضي أنها على قدر كافٍ من المصداقية، والحال نفسه عند جمهور الاتحاد والأهلي. وهنا أتحدث عن أندية الصندوق، هذا اللغط المتواصل أدى إلى الضغط الجماهيري الذي نشاهده حاليًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي نتج عنه استقالة رئيس الاتحاد «لؤي ناظر» قبل أن يبدأ مهمته بشكل فعلي، ناهيك عن الأنباء الصحفية المتداولة عن استقالة المهيدب رئيس النصر الجديد.
الواقع اليوم يشير إلى بعض المشكلات التي أفرزتها تلك الضبابية حول مشروع الاستقطاب، والمبالغ المرصودة من الموسم الماضي؛ لأن هناك من يشتكي من عدم المساواة، وتساوي الدعم بين الأندية الأربعة، وكان من المهم أن تكون أجوبة «سعد اللذيذ»، وهو الشخص المسؤول على نحو مباشر عن هذا الملف، مقنعة لحدٍّ ما في كثير من التفاصيل، ولعل أهم نقطة قالها، وأكّد عليها أن عقود اللاعبين لا يمكن الإفصاح عن حجمها، ونفى بشكل قطعي صحة بعض المبالغ التي تتناقلها وسائل الإعلام؛ لهذا لا يمكن ضبط هذا الجانب بهذا الغموض، ولكل شيء في هذه الحياة -مهما كانت الفائدة منه- أسبابه ومبرراته متى ما احتاج الأمر لتوضيح هذا الشأن، وعمل لجنة الاستقطابات يحتاج إلى وضوح أكثر، وقطع باب التأويلات عند الجمهور.
لقد نجح وزير الرياضة في توضيح بعض الأمور في لقائه الإعلامي الأخير، حين تحدث عن فرصة التعاقد مع «كريستيانو رونالدو» ومهما كان رقم التعاقد، فهو يعتبر مبررًا لأهمية الأهداف الموضوعة، وحتى يتسنى لهذا المشروع الرياضي المهم النجاح، فلو أعلن عن الرقم المالي الذي اتُّفِق عليه مع الظاهرة ضمن إطار الشفافية والوضوح الذي وضعه وزير الرياضة، ورسخ مشروعية الاستفادة من هذه الفرصة، لن تكون حدة الخلاف الجماهيري بهذا الشكل، ولو طُرِحت تفاصيل هذا التعاقد والجهات التي ساهمت في هذا التعاقد والتوسع في طرح تلك المسببات حسب الأهداف الموضوعة، لربما انتهى هذا اللغط، وأصبح الجمهور يتحدث عن هذا المشروع بكثير من الأولوية بموجب الوطنية والمواطنة الحقيقية.
إن إقحام التعصب الرياضي في تفاصيل هذا المشروع الذي -تنشد الدولة من خلاله المزيد من التقدم والنمو والازدهار وتحقيق إيرادات جديدة للدولة من خلال القطاع الرياضي- لن يكون مفيدًا؛ ولهذا ربما من المهم إعادة النظر في بعض السياسات الموضوعة من قبل لجنة الاستقطابات ومحاولة إمساك العصا من الوسط قدر المستطاع لأهمية الأمر، وحتى لا يخسر الوسط الرياضي كفاءات رياضية قد يصبح لها شأن في المستقبل، كما خسر الاتحاد الرئيس المستقيل لؤي ناظر.
دمتم بخير،،