: آخر تحديث

واهم يتحدى الحقيقة

36
37
37

حالة عدم الاتزان بدت واضحة على تصرفات قادة إسرائيل، وعلى أفعالهم، والتي انحصرت في ارتكاب مزيد من الحماقات باستخدام الوسيلة الأسهل، وهي السلاح، ليؤكدوا جريمة الإبادة التي يتهربون منها.

بعد «اللطمات» الثلاث كانت ردة الفعل هي افتتاحية الأسبوع الجديد، وكأنهم بذلك سيغطون الحقيقة الماثلة أمام العالم كله، فإذا بهم ينكشفون أكثر فأكثر، ويقتربون من «وصمة العار» التي تلاحقهم، سواء ذكرت في قرارات المحاكم الدولية ومجلس الأمن أم لم تذكر، فالأغلبية تراها رأي العين، والأغلبية هي التي ستغير موازين العالم، وليس الأقلية الباحثة عن مصالحها الشخصية، ليس بايدن وليس سوناك أو ماكرون، هؤلاء وغيرهم يتواجدون في الواجهة بصفة مؤقتة، هم زائلون، والأغلبية التي تشكل الرأي العام تملك إمكانات الاحتفاظ بالقرار المبني على العدل.

مذبحة جديدة ارتكبتها قوات غالانت بأمر من نتانياهو، ضحاياها قرابة 100 من القتلى المدنيين ومئات من المصابين، ودمار لمخيم للاجئين في رفح، تضاف إلى المذابح المستمرة منذ ثمانية أشهر، وتسجل في خانة الإبادة الجماعية، التي تهربت منها المنظمات والمحاكم الدولية حتى لا يغضبوا الولايات المتحدة وإدارة بايدن، وهذه ردة فعل المتغطرس الذي يعتقد بأنه فوق كل القوانين، وما زال «تورم الذات» يتحكم في تصرفاته، رغم البقع السوداء التي تغطي وجهه، ورغم تغير الأحوال في محيطه.

إن كان نتانياهو يعتقد بأنه يتحدى قرارات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فهو مخطئ وواهم، فالدماء البريئة لا تغسل سواد الوجه الناتج عن العار، ولكنها تزيد من الوحل الذي يقف فيه، وتضيف مزيداً من التهم إليه، ومن كان لا يزال متردداً في مواجهته حتى اليوم سنراه في الغد رافعاً يديه لوقف تماديه وحربه الغاشمة، ولا نستبعد أن يكون من المنادين بمعاقبة كل الذين تسببوا في قتل أبرياء غزة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد