حدث ما كان يخشاه النصراويون، إذ أصبح فريقهم خارج المنافسة على دوري أبطال آسيا وخارج المتأهلين إلى كأس العالم للأندية 2025، وقبل ذلك فقد بنسبة كبيرة جداً فرصته في المنافسة على لقب الدوري.
كنت أشرت في الأسبوع الماضي إلى أن حلم النصراويون يبدو قريباً من الانهيار، وهو ما حدث، ذلك أن كل المعطيات والمؤشرات كانت تشير لانهيار المنظومة الفنية والعناصرية والمعنوية في الفريق الذي يعاني أصلاً من مشكلات في تركيبته العناصرية التي لم تصنع بشكل متوازن ناهيك عن عجز مدربه البرتغالي كاسترو عن إيجاد حلول لتنظيم المناطق الخلفية التي تعاني من ضعف كبير.
الأهم من ذلك هو أن النصر لم يختلف كثيراً مع وجود لاعبين عالميين بحجم كريستيانو رونالدو والكرواتي بروزفيتش عن النصر الذي ذاته قبل مجيئهم، فالأجواء المشحونة التي أحاطت بالفريق قبل مواجهة العين هي ذاتها التي أحاطت بلاعبي “الأصفر” في النسخ السابقة وجعلتهم غير قادرين على الحضور ذهنياً بشكل يخدم فريقهم.
لم تنجح إدارة النصر للمرة العاشرة بعزل الفريق عن حالة الشحن، بل إن قائد الفريق كريستيانو رونالدو كان ذاته أحد مسببات حالة الضغط التي عاشها لاعبو “فارس نجد” والتي انعكست على تصرفات لاعب الوسط أيمن يحيى وظهرت من خلال ردة فعل الحارس راغد النجار الذي وضع نفسه تحت ضغوطات كبيرة للغاية بعدما أشار لجماهير ناديه بأنه “سيجلب” الفوز في ركلات الترجيح.
والأدهى من ذلك أن الأجواء المشحونة التي خلقها محبو النصر على منصة “إكس” تجاه تعيين الحكم أحمد الكاف للمباراة، كانت بادية على اللاعبين أيضاً من خلال كثرة الاحتجاجات ومحاولة التأثير على الحكم، إذ دخل النصراويون المواجهة وهم مشغولون بفكرة أن التحكيم سيكون ضدهم، وهي المرة التي لم ولن تكون الأخيرة طالما عجز صاحب القرار الإداري في الفريق على تغيير طريقة التفكير لدى اللاعبين وعزلهم عن ما يقوله الإعلاميون والمشجعون المتعصبون عبر “إكس” وغيره.
سيظل النصر والنصراويون يدورون في حلقة مفرغة بانتظار بطولة من هنا أو من هناك، في وقت يتمتع الفريق بدعم ملياري كبير مثل بقية فرق الصندوق طالما بقيت طريقة التفكير وطريقة الاستعداد لمثل هذه المواجهة على شكلها الحالي الذي أثبتت عشرات المرات أن الشحن الجماهيري والاعلامي واختلاق الاعذار والتوهم بالتعرض للظلم التحكيمي وانحياز الاتحادات واللجان لمنافسيهم لم تفد النصر بشيء، بل كانت خير معين لمنافسيه.