: آخر تحديث

إيران وإعادة الإعمار

29
27
26

ليس ما نُقل عن رفض إيران تحمّل تكاليف إعادة إعمار ما تدمره إسرائيل في الجنوب، بالأمر المفاجئ، وإن كان يحتاج إلى تأكيد وتوضيح من المسؤولين اللبنانيين الذين سمعوا هذا الرفض من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي اعتبر بحزم أنّ التعويض يقع على عاتق إسرائيل. 

على الأرجح لن يقول أحد من هؤلاء شيئاً. لن يوضحوا ولن يؤكدوا. لكن النهج الايراني في العلاقة مع الخارج، والأوضاع الإيرانية الداخلية، الاقتصادية والمالية، تسمح بالجزم أنّ إيران لن تسهم بعمليات إعادة إعمار من أي نوع، وستعوّض عن ذلك بمزيد من الخطابات السياسية التي تدين العدوان الصهيو- أميركي، وبإبداء التعاطف الشديد مع «لبنان الشقيق» الذي أمنه من أمن إيران. 

وفي الواقع هذا التوصيف الأخير هو ما يهم إيران وهو ما يحكم علاقتها بالدول الشقيقة في «محور المقاومة». وفي مراجعة للتحليلات والتصريحات الإيرانية أنّ ساحات هذا المحور في لبنان وسوريا والعراق واليمن ليست سوى عناصر تضمن الأمن القومي الإيراني الذي هو الأساس في السياسة الخارجية الإيرانية. 

لم تتبرع إيران يوماً في مؤتمرات الدعم العالمية المخصصة لبلدان مأزومة. في مؤتمر الكويت المخصص لدعم الشعب السوري قبل سنوات حضر عبد اللهيان نفسه واكتفى إزاء تدفق الالتزامات الدولية والعربية تجاه السوريين بالقول إنّ حكومته تدعم «الحكومة الشرعية» السورية، وتجسد ذلك الدعم بإرسال الميليشيات والمستشارين. 

سبب آخر يمنع التزام إيران بالدعم هو انعدام القدرة. فمع تخصيص الموارد لتسليح الميليشيات الحليفة، يعاني الاقتصاد الإيراني والشعب الإيراني من أزمات خانقة. حديث الفقر والهجرة والفساد تملأ الفضاء الإيراني. وقبل يومين كتب اقتصادي إيراني عن نظام «بونزي» يتحكم بالبلاد وبمستقبل أبنائها. لهذين السببين لن تسهم إيران في إعادة الاعمار في لبنان مثلما انعدمت مساهماتها الاعمارية في كل «دول المحور».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد