بدأت سنة 2024 بكثير من الزخم الاقتصادي في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، على الرغم من ارتفاع حالة عدم اليقين عالمياً في ظل تحديات كبيرة وصراعات مشتعلة.
ويواصل قطاع السياحة أداءه المتميز وخاصة في دبي، وذلك بعدما حقق القطاع في العام الماضي أرقاماً قياسية في أعداد زوار الإمارة التي تستقطب الزوار من أقطار العالم كافة.
وفي العام الفائت، زار دبي 17.15 مليون سائح فيما يبلغ عدد سكان الإمارة نحو 3.6 ملايين، ما يعني أن عدد الزوار تخطى عدد السكان بما يقرب من 5 مرات.
وشهدت سنة 2023 زيادة 19.4% على أعداد الزوار في سنة 2022، التي شهدت تسجيل 36.14 مليوناً، وبارتفاع نسبته 2.5% على مستويات ما قبل أزمة كورونا في سنة 2019 فزار دبي حينها 16.73 مليون سائح.
ويجب هنا الوقوف عند بعض الأرقام، فتعداد سكان العاصمة الفرنسية باريس، التي تحتل تاريخياً مراتب متقدمة في قائمة أكثر المدن جذباً للسياح، يبلغ 11.27 مليوناً، أما عدد زوار العاصمة الفرنسية في العام الماضي فبلغ 36.9 مليون زائر، ما يعني أن عدد الزوار للسكان قد بلغ 3.27 مرات، أي بمستويات أقل من المستويات المسجلة في دبي.
وكذلك، بلغ عدد زوار العاصمة البريطانية لندن 19.2 مليون شخص، أما عدد سكانها فيبلغ 9.7 ملايين نسمة أي أن عدد الزوار يساوي تقريباً ضعف عدد السكان.
وفي آسيا، إذا ما توقفنا عند هونغ كونغ، إحدى المدن الآسيوية الأكثر جذباً للزوار، فسنجد أن عدد السياح فيها بلغ 34 مليوناً، فيما يبلغ عدد سكانها 7.7 ملايين نسمة، ليكون عدد الزوار قد بلغ 4.4 مرات عدد السكان، بمستويات لا تزال أقل من دبي.
وهكذا، تبرز هذه الأرقام وكيفية قراءتها مدى قوة السياحة بدبي وقدرة المدينة على مواصلة جذب المزيد من السياح كل عام، وتدعم ذلك قوة استيعابية ضخمة للقطاع السياحي ومقومات متنوعة، ولذلك سجلت الفنادق نسبة إشغال بحدود 77.4% لتكون من بين الأعلى عالمياً في سنة 2023، مرتفعة من 72.9% في سنة 2022 ولتتخطى أيضاً النسبة المسجلة في سنة 2019 والتي بلغت 75.3% وتجاوز عدد الغرف 150 ألف غرفة في 821 منشأة سياحية.
إن دبي تبرز مرة أخرى ريادتها عالمياً في قطاع السياحة في ظل نمو سنوي مطرد على الرغم من التقلبات الاقتصادية العالمية، ولتؤكد الأرقام المضي قدماً نحو تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى أن تصبح الإمارة واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.