: آخر تحديث

«بريكس».. وتحديات العالَم

10
11
12
مواضيع ذات صلة

انضمام كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، إلى جانب ثلاث دول أخرى، إلى مجموعة بريكس، يعد تطوراً كبيراً يضيف وزناً مهماً إلى المجموعة ويؤكد أهميتَها وسط ظرفية دولية عصيبة. وقد أعطت الإضافات الجديدة تمثيلا أكبر لدول جنوب العالم، وهو مصطلح يشير إلى البلدان النامية.
ومع ضم هذه الدول الست، ستخضع طبيعة المجموعة لتغيير كبير حتى مع النظر إلى المجموعة على أنها بديل لمجموعة السبع الغربية الكبرى. وقد تمت دعوة الأرجنتين ومصر وإيران وإثيوبيا والسعودية والإمارات للانضمام إلى هذه المجموعة من الاقتصادات الناشئة الكبرى.

وأنشئت مجموعة بريكس في البداية لتمثيل وجهات النظر غير الغربية في عام 2009. وعُقدت قمتها الأولى في روسيا عام 2009. وصاغ جيم أونيل الاقتصادي في جولدمان ساكس الاختصار «بريك» ليمثّل كل دولة عضو بحرف، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، أي الاقتصادات سريعة النمو التي يتوقع أن تهيمن مجتمعةً على الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050. وتمثل هذه الكتلة أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وشهدت مجموعة بريكس زيادة في نفوذها الاقتصادي على مدى السنوات الماضية، كمحرك للنمو العالمي والتجارة والاستثمار. ومع التوسع الحالي، ستعرف المجموعة تغيراً هائلا، وذلك لأن الأعضاء الجدد بينهم موردون رئيسيون للطاقة في العالم. كما ستصبح المجموعة أكثر تمثيلا لعالم الجنوب.

وهذا مهم لأن بريكس ستكون تجمعاً يمكن من خلاله سماع أصوات دول الجنوب، والتركيز على القضايا التي تواجه دول هذا التجمع. وسيتم منح الأعضاء الستة الجدد العضويةَ الكاملة بحلول الأول من يناير 2024، في حين ستتم مناقشة مسألة إضافة المجموعة التالية من الدول إلى الكتلة خلال قمة بريكس المقبلة المقرر عقدها في روسيا عام 2024. وأكدت الهند أن إضافة أعضاء جدد يعد علامة على رغبة بريكس في الإصلاح. وتوسع وتحديث بريكس يبعث برسالة مفادها أن كافة المؤسسات العالمية يجب أن تتكيف مع الأوقات المتغيرة.

وفي الوقت نفسه، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على لسان معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، أن الانضمام إلى مجموعة بريكس يفتح آفاقاً تنموية واسعة في ظل وجود عدد من أسرع اقتصادات العالم نمواً في المجموعة. ولا تريد دول بريكس، خاصة الهند والصين، أن يُنظر إلى المجموعة باعتبارها مناهضةً للغرب. ومن المحتم أن يقود هذا التجمع نحو بناء جديد. وضم عضوين جديدين من أفريقيا وعضو من أميركا الجنوبية يجعل من بريكس تحالفاً أكثر تمثيلا للجنوب العالمي.

وشملت القضايا التي نوقشت في قمة المجموعة استخدامَ العملات المحلية لبريكس وبنك التنمية الجديد. وتستهدف الدولُ استخدام العملات الوطنية لإجراء التسويات التجارية. وهذه أيضاً طريقة لإيجاد بديل لتجارة الدولار وحماية احتياطيات النقد الأجنبي.
لكن لتحقيق ذلك، كما أشارت الهند، سيتعين على البلدان وضع أطر تنظيمية ضخمة حتى تتمكن من القيام بالتسوية التجارية بعملاتها المحلية. ويظل السؤال الأكبر يتعلق بمدى قدرة هذه المجموعة على توفير قيادة بديلة وسط حالة من عدم اليقين العالمي بشأن العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب حرب أوكرانيا. ويبدو أن مجموعة السبع الكبرى ما تزال أكثر تماسكاً، بينما تحاول دول بريكس ترك بصمة على النظام العالمي. ولا شك في أن ضم الأعضاء الجدد سيضيف وزناً مهماً للمجموعة. لكن هل يقف التنافس بين الهند والصين عائقاً في طريق المشاركة المتعددة الأطراف؟

يعتمد كثير من هذا على كيفية تحرك البلَدان إلى الأمام. ولا شك في أن بريكس أصبحت أكثر أهمية، وأن هناك فرصة للمجموعة لترك بصمتها على الساحة العالمية في وقت يتسم بالغموض والاضطراب. وليست حرب أوكرانيا والركود الاقتصادي سوى بعض التحديات التي تواجه المجتمع العالمي حالياً، وقد تلعب مجموعات مثل بريكس دوراً كبيراً في مواجهة التحديات التي تواجه العالَم.
*رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.