: آخر تحديث

لأغنية «الأطلال» حكايات

13
14
17
مواضيع ذات صلة


قبل أكثر من عام قرأتُ للكاتب سليمان بختي، على موقع «ضفة ثالثة»، عرضاً وافياً للكتاب الذي ألفته الدكتورة سامية محرز، حفيدة الشاعر إبراهيم ناجي، كاتب كلمات أغنية السيدة أم كلثوم «الأطلال». عنوان الكتاب «إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة تأخرت»، ويذكر أن المؤلفة هي أستاذة للأدب والترجمة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وخلال مقابلة معها في برنامج تلفزيوني، قالت المؤلفة إن طبيباً سعودياً أكد لها أن معه أبياتاً من قصيدة «الأطلال» الأصلية، كون ما غنته أم كلثوم تدخل فيه الشاعر أحمد رامي «من أجل تكثيف قصة الحب في القصيدة»، مشيرة إلى أنها وجدت مذكرات جدها في منزل خالتها بالولايات المتحدة، ومن بينها مفكرة بخط يده من بينها مسودات «الأطلال».

يشير سليمان بختي في عرضه للكتاب إلى أن «الأطلال» (1966) صنفت بأنها أجمل أغنية عربية في القرن العشرين، بحسب جريدة «اللوموند» الفرنسية، وفق استفتاءات أجرتها الجريدة، عام 1999 بمناسبة الألفية الجديدة وبالتعاون مع المتاجر الفرنسية المتخصصة ببيع المنتوجات الثقافية. ويروي الشاعر فاروق شوشة نقلاً عن الإذاعي جلال معوض أنهم كانوا في سهرة ضمت مجموعة من أهل الفكر والفن في منزل محمد عبد الوهاب، وطرح أحد الحاضرين سؤالاً عن أهم عمل فني عربي سيخلده التاريخ، حيث ترك عبد الوهاب الحضور يتحدثون بحرية، مصغياً إليهم، فأجمعوا في نهاية الأمر على أن «الأطلال» هي ذلك العمل الذي سيخلد، ووافقهم عبد الوهاب على ذلك رغم أن الأغنية ليست من ألحانه، وإنما من ألحان رياض السنباطي.

حين قررت أم كلثوم غناء القصيدة في العام 1961، اختارت 25 بيتاً من أصل 125 بيتاً، قبل أن يضيف إليها أحمد رامي سبعة أبيات من قصيدة «الوداع» لإبراهيم ناجي أيضاً، وتبدأ من «هل رأى الحب سكارى» إلى «وإذا الأحباب كلّ في طريق». وكذلك تمّ تغيير المطلع من «يا فؤادي رحم الله الهوى» إلى «يا فؤادي لا تسل أين الهوى»، وكلمة من البيت القائل: «وحنيني لك يكوي أعظمي» إلى «وحنيني لك يكوي أضلعي».

حدث خلاف بين أم كلثوم ورياض السنباطي حول «قفلة الأغنية»، «فإن الحظ شاء» التي أصرّ عليها السنباطي في حين أصرت أم كلثوم على أن تكون بطبقة صوتية أقل. وفي مكان آخر قرأتُ أنه مع إصرار كل من المغنية والملحن على موقفيهما، غضب السنباطي ورفض تدخلها فى تفاصيل عمله كما كانت تفعل مع باقي الملحنين، ما أدى إلى تأجيل تقديم الأغنية لسنوات، حين تدخل عازف القانون في الفرقة عبده صالح، الذي أقنع أم كلثوم بالقفلة التي وضعها السنباطي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد