: آخر تحديث

مكتبات الرصيف

18
15
21
مواضيع ذات صلة

لا يمكن أن يأتي الحديث عن «مكتبات الرصيف» دون أن نذكر سور الأزبكية الشهير في القاهرة، الواقع في منطقة العتبة، مجاوراً لثلاثة من مسارح القاهرة الشهيرة: «العرائس»، و«القومي» و«الطليعة»، ويضم ما يزيد بكثير على مئة مكتبة، والتي يجمع بينها بيع وشراء الكتب المستعملة، وهو مقصد أولئك الباحثين عن كتب قديمة لم تعد تتوفر منها نسخ في المكتبات، ولا تعيد المطابع ودور النشر طباعتها.

وبالنظر للسعر المنخفض، وحتى الزهيد أحياناً، لما يباع فيه من كتب، فإنه يستقطب شرائح ليست قليلة ليس بوسع أفرادها تحمّل الأسعار المرتفعة.

ونظراً لشهرة «سور الأزبكية»، فإن الهيئة المصرية العامة للكتاب قامت، قبل سنوات، بتخصيص مكان بنفس الاسم في دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولست متأكداً مما إذا كان هذا التقليد ظلّ متبعاً بعد انتقال المعرض إلى موقعه الجديد منذ أعوام قليلة.

وليس سور الأزبكية هو المكان الوحيد في القاهرة الذي تتوفر فيه مكتبات الرصيف، حيث إنها منتشرة في وسط البلد، وربما في أماكن أخرى من المدينة، وهي محط اهتمام الشغوفين بالكتب، وحتى المشاة العاديين في الشوارع التي توجد بها هذه المكتبات.


كما أن القاهرة ليست العاصمة العربية الوحيدة التي تتوفر فيها مكتبات الرصيف، حيث نجد مثلها في دمشق وعمّان وبيروت والرباط، وغيرها من العواصم والمدن العربية، وقد تتنقل مكتبة الرصيف من مكان إلى آخر، أو من شارع إلى آخر، تبعاً للتغير في كثافة حركة المرور، ولكن الكثير من أصحاب هذه المكتبات اصطفوا لأنفسهم مواقع ثابتة، ترسخ في ذاكرة قاصديها.

ففي العاصمة السورية، مثلاً، كانت توجد مكتبة رصيف شهيرة بالقرب من جامعة دمشق، ويقال إن مكتبات أخرى كانت موجودة في منطقة بوابة الصالحية.


وقبل سنوات احتفت الصحافة السورية بوفاة واحد من أشهر أصحاب مكتبات الرصيف في دمشق، هو المرحوم صلاح صلوحة، الذي ولشدة شغفه بالكتب، أطلق عليه «ورَّاق الشام»، كما يشتهر وسط العاصمة الأردنية عمّان بتوفر هذا النوع من المكتبات، ويذكر أن المؤسسة الثقافية الشهيرة في الأردن، مؤسسة عبد الحميد شومان، تبنّت، بدورها، إقامة مكتبة رصيف في أحد شوارع العاصمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد