: آخر تحديث

الدبلوماسية الإماراتية.. ودور الإعلام

45
50
41
مواضيع ذات صلة

أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في أول اجتماعاته مع فريق الإعلام الوطني الأسبوع الماضي، أن «الاهتمام الإعلامي بدولة الإمارات ازداد خلال عام 2020 فقط إلى ثلاثة أضعاف، بفعل المشروعات الاستراتيجية والمبادرات العالمية التي تبنتها الدولة، مثل إطلاق مسبار الأمل، وتدشين محطة براكة للطاقة النووية، ومعاهدة السلام التاريخية، والنجاح في إدارة جائحة كوفيد - 19».
هذه المشروعات الضخمة لها بالتأكيد أهميتها العلمية والسياسية، وهي في الوقت نفسه ركائز مهمة لدى الدبلوماسية العامة لدولة الإمارات التي تستحق إعلاماً متمكناً يبرز قوتها، وينقل استراتيجيتها بشكل مؤثر إقليمياً ودولياً. 
فمشروعات مثل «مسبار الأمل» وتدشين «محطة براكة» للطاقة النووية، تقع تحب بند الدبلوماسية العلمية والأكاديمية، وإدارة جائحة «كوفيد - 19»، تقع تحت الدبلوماسية العلمية وكذلك الإنسانية، حيث تؤكد الإحصائيات أن دولة الإمارات قدمت مساعدات طبية تزيد على 1000 طن، استفاد منها نحو مليون من الكوادر الطبية في 66 دولة حول العالم. أما معاهدة السلام التاريخية، فهي مؤكد لها أهدافها الاستراتيجية والاقتصادية، لكن تتضمن أيضاً الدبلوماسية الشعبية، لا سيما أنها لم تقتصر على العلاقات بين الحكومات، كالذي حدث في معاهدات السلام الماضية، لكنها تحولت إلى «معاهدة سلام شعبية»، والتي تعرف على أنها «سلام دافئ»، خاصة بين فئة الشباب.
كل هذه المعطيات، جعلت الإمارات تحتل المرتبة الأولى في المنطقة من حيث «القوة الناعمة»، وقد استطاعت تطوير دبلوماسيتها العامة وقوتها الناعمة الخالية من الإرث التاريخي والتعقيدات السياسية. ومع ذلك، وعلى الرغم من خلو الإمارات من هذه التعقيدات السياسية على عكس الكثير من الدول العربية الأخرى، إلا أنها واجهت تحديات وتهديدات خاصة بعد ما يسمى بـ«الربيع العربي». فالتحديات التي واجهتها المنطقة بعد هذا الخراب العربي والتي مازالت المنطقة تعاني من تداعياته خاصة في مواجهة الأيديولوجيات الراديكالية لـ«الإسلامويين» الظلاميين في نشر التطرف واستغلال الإسلام للهيمنة السياسية، أعاقت نوعاً ما إبراز ركائز الدبلوماسية الإماراتية، وبالتالي فهي بحاجة إلى إعلام قوي لانتقالها إلى مجالات أوسع في التأثير والإبداع.
ونتيجة لموقف الإمارات ضد مشروع «الربيع العربي» التخريبي، واجهت تغطية سلبية ليس فقط في وسائل الإعلام الإقليمية الداعمة لهذا المشروع، بل في وسائل الإعلام الدولية أيضاً. فجبهات القتال اليوم لم تعد تستخدم القوة الصلبة من خلال استخدام الجبهات العسكرية التقليدية، لكن السلاح المستخدم «القوة الناعمة السلبية»، ونظراً لأن السلاح المستخدم في تلك الفوضى الأيديولوجية ليس سلاحاً تقليدياً، فيجب أن يكون القتال بالقوة نفسها، نجد الإمارات تتمتع بقوة ناعمة هائلة تتجسد في دبلوماسيتها المتطورة، الجديرة بنظام إعلامي قوي، وكما أن السياسة تحتاج إلى تحالفات قوية لتحقيق أهدافها، فإن الإعلام بحاجة إلى الشيء نفسه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد