: آخر تحديث

«فقر» صناعة المحتوى الإعلامي!

61
63
49
مواضيع ذات صلة

 محمد الرشيدي

 صناعة المحتوى الإعلامي هي الهم بالوقت الحاضر، تطور التقنيات الإعلامية لا يعدو تطوراً بوسيلة النقل، أما الأهم فهو ما يتم نقله وما يميز وسيلة إعلامية عن الأخرى. قبل أيام عندما تذمر رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه من حساب تويتر الخاص بالهيئة، وعدم مواكبته لتوجه الهيئة، لاحظت أن الأغلبية من المتفاعلين مع هذه التغريدة الغريبة نوعا ما، جميعهم يجدون أنفسهم أقدر وأكثر كفاءة من القائمين على الحساب من موظفي الهيئة أو إذا كانوا متعاقدين مع شركة متخصصة بهذا المجال كما هو المعتاد مع بعض القطاعات الحكومية أو الخاصة.

البعض يجهل ماهية فكرة أن يكون لديك محتوى خاص بك، بعضهم يفكر أن نقله لخبر من وكالة الأنباء الرسمية عن أوامر ملكية مثلاً، هو صناعة محتوى خاص به وبمتابعيه، وهذا الأمر غرقت به الصحف الإلكترونية عند انطلاقتها، بأخذها أخبار الصحف الورقية الرسمية ونسبها لنفسها دون الإشارة للمصدر، فعاشت أكثرها ومازالت على النقل والدوران بحلقة واحدة دون إيجاد محتوى محترم ومختلف.

مهما تعددت وتطورت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لن تنجح دون محتوى، والإشكالية أن المحتوى الإعلامي متحرك وله نهاية سريعة، لأن المتلقي بطبيعته ملول والخيارات لديه متعددة، فلا يمكن مطلقاً استساغة أن يتسمر المشاهدون لساعات طويلة أمام التلفزيون لمتابعة غرف جلوس ونوم نجوم برنامج المواهب ستار أكاديمي قبل سنوات طويلة، وهذه حقيقة عشناها ولمسناها، ولو أننا ذكرناها حالياً للجيل الحالي سنجد أن الاندهاش والتعجب هو ردة الفعل السريعة لما كان يحدث وكنا مغموسين بتفاصيله الدقيقة.!!

البرامج الرياضية لدينا لم تتغير، نفس الأشخاص ونفس الأفكار ونفس اللغة، وهذا يضعف كثيراً الاستثمار الإعلامي بهذه البرامج، لأن متابعة مغرد لديه محتوى مختلف، حتى ولو كان خارج المألوف، سيكون أكثر متابعة من برنامج يعيد نفسه ويدور حول البحث عن جملة مثيرة أو موقف مثير والتراقص عليه بلغة النجاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا مانع أن تتم إهانة مذيع البرنامج أو أحد المشاركين به والاستهزاء بهم جماهيرياً، ما دام الانتشار تحقق وهو للأسف مقياس النجاح بنظرهم!

حتى البرامج الفنية لازالت تدار باللغة الإعلامية الخاصة بإخواننا اللبنانيين، والتي عفا عليها الزمن، فالخلاف بين أنغام وأصالة لأن أنغام تزوجت زوج بنت أخت زوج أصالة هو الحديث لهذه البرامج، وكذلك الحال مع عدم سكن أحلام في الفندق اللي سكنت فيه أصالة بالطائف، أما الحديث عن ضعف مستوى الأغنية العربية وتدهورها، وعدم وجود مواهب جديدة، فهذا الأمر رغم أهميته لمتذوقي الفن، إلا أنه غائب، إلا إذا أنقذنا البرنامج الطريف الذي سيتم إطلاقه للبحث عن المواهب الغنائية والفنية لمن تجاوزت أعمارهم الستين عاماً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد