محمد ياسين الجلاصي
أكد رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد أن بلاده تسير على طريق استعادة مكانتها كوجهة استثمارية مهمة بالنسبة إلى أفريقيا والعالم. وقال لدى افتتاحه الملتقى الاقتصادي «لقاءات أفريقيا 2017»، إن أولويات حكومته «ترتكز على مبدأ الشراكة المميزة مع المحيط الأفريقي، وتعزيز التعاون مع دول القارة التي نسخّر كل إمكانات مواردنا لخدمتها».
وتشارك 800 مؤسسة تونسية وأجنبية (فرنسية وأفريقية) في الملتقّى الأفريقي الذي يحضره رئيس الوزراء البوركيني بول كابا تيبا ونظيره الفرنسي إدوارد فيليب، وتشمل أعماله 7 قطاعات مختلفة، وسيشهد عقد 15 ندوة تتعلق بالتحديات التي تواجهها المؤسسات التونسية والفرنسية.
وأشرف الشاهد وفيليب على توقيع اتفاقات للتعاون المشترك قيمتها نحو 102 مليوني يورو (300 مليون دينار تونسي)، خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي.
كما جرى توقيع اتفاق نيات لدعم الموازنة والإصلاحات الخاصة بحوكمة الدولة، إضافة إلى إعلان مشترك يتعلق بقطاع الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة، واتفاقات لدعم الشركات الناشئة والمتجددة وأخرى في مجالات الزراعة والتعليم والبحث العلمي.
وبعد لقائه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، صرح فيليب أن اختياره تونس في أولى زياراته خارج الاتحاد الأوروبي «يعكس تقدير بلاده للتجربة الديموقراطية في تونس والتزامها الوقوف إلى جانب هذا البلد لدعم استقراره السياسي وتحقيق النمو الاقتصادي».
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي «الأهمية التي توليها حكومته لتعزيز التعاون الثنائي، وحرصها على متابعة المشاريع الجارية وتعزيز الاستثمارات الفرنسية العامة والخاصة في تونس».
واعتبر الرئيس السبسي أن «الاصلاحات السياسية المهمة التي أنجزت في تونس خلال السنوات القليلة الماضية، يجب أن تترافق مع إصلاحات اقتصادية كبيرة تسمح بتجاوز كل الصعوبات وبتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة».
على صعيد آخر، دعا السيناتور الإيطالي عن حزب «فورتزا إيطاليا» اليميني ماوريتسيو غاسباري، حكومة بلاده إلى قطع طريق الهجرة «الخطرة» القادمة من تونس.
وحذر من أن عدد المهاجرين التوانسة الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، ارتفع كثيراً، مشيراً إلى أن بينهم مجرمون سابقون وجُناة يميلون إلى الجريمة، وقد أُطلقوا من سجون بلادهم بقرار عفو، وكذلك مشبوهون بالإرهاب وصلوا إلى سواحل البلاد في عمليات رسو غامضة واختفوا فور وصولهم إلى صقلية، ما يجعلنا نسأل عما سيحدث بعد ذلك»؟
وشدد غاسباري على أن الإيطاليين لا يمكن أن يقفوا بلا حراك في مواجهة هذه الظاهرة «المُقلِقة»، خصوصاً بعدما نجحت الحكومة في الحد من تدفق المهاجرين السريين من ليبيا.
على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم وحدات الحرس الوطني (الدرك) خليفة الشيباني في مؤتمر صحافي أن أجهزة الأمن فككت أكثر من 828 خلية إرهابية وأحالت 831 عنصراً على القضاء في الأشهر السبعة الأولى من السنة الحالية، مشيراً الى أن الإحصاءات والأرقام تؤكد أن تونس اليوم أكثر أمناً من دول أوروبية عدة، لكن ذلك لا يعني زوال التهديدات الإرهابية.
وتواجه تونس منذ ثورة 2011 مجموعات مسلحة نفذت هجمات قتلت عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب. ويتحصن قسم من هذه المجموعات في المرتفعات الغربية المحاذية للحدود مع الجزائر، فيما تلقى بعضهم تدريبات في معسكرات ليبية ودخل تونس لتنفيذ هجمات مسلحة دموية.