أحمد مصطفى
افتُتحت أمس أعمال القمة الإفريقية الـ 28 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تستمر إلى اليوم، وسط انقسام بين الدول الأعضاء حول قضايا عدة، بدءاً من عودة المغرب إلى الاتحاد، مروراً بانتخاب سلطة تنفيـــذية جديدة لهذه الهيئة، ووصولاً إلى بالمحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن المنافسات التقليدية بين الكتل الإقليمية.
وقال مسؤول تشادي مشارك في القمة أمس، إن وزير خارجية التشاد موسى فقيه انتُخب رئيساً لمفوضية الاتحاد. وكان المنافس الرئيسي لفقيه في الجولة الأخيرة من التصويت في الاتحاد الإفريقي الذي يتخذ من العاصمة الإثيوبية مقراً له ويضم 54 دولة، وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد. وكانت السنغال دفعت أيضاً بمرشح خرج في إحدى جولات التصويت.
إلى ذلك، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته أمس في القمة، الدول الإفريقية إلى «تحقيق التكامل الاقتصادي»، بينما يُفترض أن يكون التقى على هامش القمة رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسالين لمناقشة تطورات ملف سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ويثير مخاوف القاهرة.
وعقدت صباح أمس، جلسة مغلقة للقادة الأفارقة المشاركين في القمة الإفريقية، ناقشوا خلالها موضوع إنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية، بمشاركة السيسي الذي أكد في مداخلة «دعم مصر الكامل لجهود تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، ومسار مفاوضات منطقة التجارة الحرة القارية»، داعياً إلى «الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتميزة المتاحة للقارة الإفريقية، من خلال زيادة الاستثمارات الداخلية، والارتقاء بمعدلات التجارة الإفريقية البينية». واعتبر أن إقامة منطقة التجارة الحرة القارية «خطوة محورية على طريق تعزيز التجارة البينية الإفريقية والدفع بعملية التنمية في إفريقيا بمختلف عناصرها».
وأوضح بيان رئاسي مصري أن الجلسة المغلقة شهدت عرض تقرير لرئيس رواندا بول كاغامي حول الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي.
وقد تكون هذه القمة الثامنة والعشرون للاتحاد حاسمة لمستقبل تلك المنظومة وتلاحمها، إذ إنها تُعقد في ظل أوضاع دولية يؤثر فيها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبدرجة أقل تولي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، الذي ألقى كلمة في افتتاح القمة، مهماته.
وفي لقاء خُصص للوضع الإنساني في إثيوبيا، رحب غوتيريس أول من أمس، بسخاء أديس أبابا التي تواجه اسوأ موجة جفاف في السنوات الـ 50 الأخيرة لكنها تواصل استقبال اللاجئين من الدول المجاورة التي تشهد أزمات. وقال غوتيريس: «هذا مثال يفترض أن يدفع الى التفكير في عالم باتت فيه حدود كثيرة تُغلَق»، في تلميح مبطن إلى المرسوم الذي أصدره ترامب ويمنع مواطني 7 دول ذات غالبية مسلمة، من بينها 3 بلدان أفريقية، من دخول الولايات المتحدة لتجنب تسلل «إرهابيين إسلاميين متطرفين» إلى الأراضي الأميركية.
في موازاة ذلك، استقبل الرئيس المصري في مقر إقامته في أديس أبابا رئيس الكونغو برازافيل، دنيس ساسو نجيسو، حيث أكد حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والاستعداد لمواصلة تقديم الدعم الفني والتنموي للكونغو ضمن إطار علاقات الأخوة التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن بحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد مناقشة «تطورات الجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية في ضوء اجتماع اللجنة الإفريقية الرفيعة المستوى حول ليبيا، الذي عُقد منذ أيام في برازافيل وشاركت فيه دول جوار ليبيا». وأكد السيسي موقف مصر الثابت بـ «رفض التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، واحترام إرادة الشعب الليبي وسيادة الدولة الليبية على أراضيها، ودعم مؤسساتها الوطنية، وضرورة استناد أي حل سياسي إلى اتفاق الصخيرات بهدف التوصل إلى التوافق اللازم بين الأشقاء الليبيين، فضلاً عن أهمية إعلاء المصلحة الوطنية الليبية فوق أية مصالح ضيقة، والحفاظ على وحدة التراب الوطني الليبي، إضافة إلى ضرورة تكامل الجهود الإقليمية والدولية من أجل سرعة التوصل لحل الأزمة الليبية». كما اجتمع السيسي فور وصوله إلى إثيوبيا مساء أول من أمس، بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا، حيث تطرق اللقاء إلى سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين في القطاعات المختلفة، فضلاً عن التشاور حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، ومنها تعزيز العمل الإفريقي المشترك وتطوير البنية التحتية في القارة.