إيلاف من لندن: انطلق في 31 أغسطس 2025 أسطول بحري من أوروبا وتونس باتجاه قطاع غزة، يقوده ائتلاف دولي يعرف باسم (Global Sumud Flotilla (GSF))، ويضم أكثر من 600 مشارك من مختلف الدول الأوروبية. ورغم الترويج له كتحرك إنساني، تكشف تقارير أمنية وإعلامية أن الأسطول يحمل أبعاداً سياسية وأمنية تتجاوز الطابع الإنساني المعلن.
صحيفة "جيروزاليم بوست" أشارت إلى أن اللجنة التوجيهية للائتلاف تضم شخصيات ذات صلات مباشرة بمنظمات مصنفة إرهابية، بينها "حماس" و"حزب الله" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". كما أكدت أن التمويل الذي جمعه الائتلاف، والذي تجاوز مليوني دولار، استُخدم في شراء سفن وتجهيزات لوجستية وحملات إعلامية، بدلاً من توجيهه مباشرة لمساعدة سكان غزة المحتاجين.
من بين أبرز الشخصيات المشاركة في قيادة الأسطول:
- محمد نادر النوري قمر الزمان من ماليزيا، الذي موّل مشاريع لحكومة حماس بينها الدفاع المدني وترميم وزارة العمل في غزة.
- تياغو أفِيلا من البرازيل، الذي حضر جنازة حسن نصر الله في بيروت وأشاد به علناً، كما ظهر في صور مع القيادية في الجبهة الشعبية ليلى خالد.
- وائل نوار، هيفاء منصوري، ومروان بن قوتيا من المغرب العربي، الذين اجتمعوا مع ممثلي حماس والجبهة الشعبية في الجزائر منتصف 2025.
- زاهر البيراوي، رئيس مكتب حماس في أوروبا وأحد أبرز منظمي "أساطيل الحرية"، الذي ارتبط اسمه سابقاً بمسيرات العودة عام 2018.
أبعاد سياسية وأمنية
مسؤول أمني أوروبي قال لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن "الأسطول الحالي يختلف عن سابقاته، فهو يُدار بشكل واضح من قبل جهات مرتبطة بحركات مسلحة، ما يجعله أقرب إلى مشروع سياسي لتعزيز حكم حماس في غزة، وليس مبادرة إنسانية".
كما أكدت تقارير في الإعلام الإيطالي أن "المساعدات التي يحملها الأسطول رمزية وضئيلة، بينما الهدف الحقيقي هو كسر العزلة السياسية عن حماس وإظهارها كقوة شرعية مدعومة دولياً".
خلاصة
بينما يُسوّق أسطول "الصمود العالمي" كتحرك إنساني لدعم غزة، تكشف المعطيات أن قيادته تضم شخصيات مرتبطة مباشرة بحماس وحزب الله والجبهة الشعبية، ما يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية. وبحسب محللين، فإن الأسطول قد يسهم في تعزيز مكانة حماس إقليمياً ودولياً أكثر مما يقدّم دعماً فعلياً لسكان القطاع.