: آخر تحديث
سمح بتملك الصابئة والأيزيديين لأراضيهم وأعاد الكاردينال ساكو إلى بغداد

العراق يعيش أزهى عصور المواطنة والمساواة بين مكوناته في عهد السوداني

14
16
14

العراق: لطالما افتخر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتنوع العراق العرقي والطائفي باعتباره احد الثروات التي تذخر بها البلاد.

وقد أولى السوداني اهتماما خاصا بالأقليات منذ توليه منصبه في أواخر عام 2022 وهو لا يفوت مناسبة او حدث يتعلق بالطوائف الدينية العراقية حتى يؤكد على ان العراق اليوم هو دولة تقوم على المساواة بين الجميع ويتمتع فيه مواطنوه بحقوقهم في حرية العقيدة.

"العراق حاضنة مهمة للطوائف والمكونات الأصيلة في كيانه، وهذا التنوع والتعددية يمنحان قوة وتميزا للبلاد، ونحن نضع نصب أعيننا حماية الأقليات، بما يحفظ حقوقهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع العراقي".

وقد تجلى دعم الأقليات في عهد السوداني في صور عدة من خلال قرار الحكومة الأخير بتمليكهم أراض يعيشون عليها ويمارسون شعائرهم فيها في سابقة لم تحدث في العراق من قبل.

خطوة دفعت رئيس طائفة الصابئة المندائيين ستار جبار حلو، إلى الإشادة بحرص السوداني على ان ينعم، أبناء الطائفة التي يعتقد أنها اقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، بحرية ممارسة شعائرهم في عراق عانى لعقود من ويلات الطائفية بل ويعد السوداني نفسه احد من تألموا بسببها .

الكاردينال لويس ساكو
كما يعد القرار الذي أصدره رئيس الوزراء العراقي الشهر الماضي بإعادة تسمية الكاردينال لويس ساكو بطريركاً للمسيحيين الكلدان في العراق والعالم، دليلا اخراً على دعم السوداني للأقليات في العراق.

إذ أظهر السوداني بذلك القرار انه يتدخل شخصيا لحل أي أزمة تواجه المسيحيين الذين يعيشون الآن أفضل فترة سلام سواء في الموصل او في بغداد منذ القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وقد دعا السوداني الكاردينال ساكو إلى العودة للمطرانية في بغداد بعد شهور قضاها في أربيل، بعد خلاف مع زعيم كتلة بابليون المسيحية في البرلمان ريان الكلداني.

ويعد حل أزمة الكاردينال ساكو جزءا من جهود السوداني لتعظيم وحدة المسيحيين أنفسهم وحرصه على رأب أي صدع بينهم، إذ رحب رئيس الحكومة العراقية بانعقاد أول مؤتمر لمجلس الأساقفة السريان الكاثوليك في العالم في العراق، وحرص على ان يستقبل بنفسه في أغسطس آب الماضي بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان.

قضية الأيزيديين
ويعد الايزيديون من اكثر الأقليات التي حازت على دعم السوادني والذي اتبع معهم نفس النهج الذي اتبعه مع الصابئة المندائيين والمسيحيين وهو منحهم ملكية أراضيهم في اجراء غير مسبوق في تاريخ العراق لكنه يثبت للعراقيين والعالم ان المواطنة هي حجر الزاوية في سياسة السوادني القائمة على حفظ الحقوق ونبذ الفتن بما يحقق الاستقرار ومن ثم الوصول للهدف المنشود وهو التنمية المستدامة.

فبعد ثلاثة أشهر على ولايته صادق رئيس الوزراء العراقي على مرسوم يسهم في حل شامل للأيزيديين فيما يتعلق بملكية أراضيهم في سنجار وسهل نينوى، وهي الأراضي التي قال السوداني إن الأيزيديين حرموا من تملكها منذ نحو خمسين عاما بسبب السياسات الإقصائية الظالمة التي انتهجها النظام الديكتاتوري السابق، وان الأوان قد آن لرعاية واضحة وصريحة لحقوقهم وحقوق جميع مكونات العراق ضمن مبدأ العدالة الكاملة والمساواة.

ولم يكتف السوداني بالتمليك الأراضي بل اهتم أيضا بإعادة إعمارها لهم حيث أمر السوداني ببدء العمل لإعادة بناء قرية كوجو التي دمرها ارهابيو داعش في سنجار.

وقد أعدت الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب العراقي صندوقاً لإعادة إعمار سنجار وسهل نينوى، على ان تذهب هذه المبالغ مباشرة إلى المكونات الثلاثة الإيزيدي والمسيحي أو الصابئي.  

ليس هذا فحسب بل أمر السوداني، باعتبار عيد صوم الايزيديين عطلة رسمية إلى أبناء المكون الايزيدي.

حقوق أقلية التركمان
ويولي السوداني أيضا اهتماما بحقوق أقلية التركمان إذ اعتمد لغتهم التركمانية لغة ثالثة في المخاطبات الرسمية بمحافظة كركوك.

كل هذه الجهود والمساعي الحثيثة لتمكين الأقليات ودعم حقوقهم من جانب السوداني لم تكن لتحدث لولا صدق النوايا والإيمان الحقيقي بان العراق يستحق ان يرتقي بسواعد أبنائه جميعا، ولا لمكان لتفرقة فيه على أساس عرقي او ديني. وخلال اقل من عامين باتت مكونات البلاد تنعم بحقوق لم تتمتع بها منذ عشرات السنين بفضل إعلاء قيم المواطنة والمساواة في حكومة تجمع ولا تفرق بين أبناء العراق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار