يحذر الخبراء من أن الحوثيين يمتلكون أسلحة متطورة وهم على استعداد لاستخدامها بلا تردد
إيلاف من دبي: شن الجيشان الأميركي والبريطاني ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في اليمن مساء الخميس في استعراض هائل للقوة، لكن محللين في الشرق الأوسط حذروا من أنهم قد يواجهون معركة طويلة مع خصم حازم، كما تقول نيكولا سميث في "تلغراف" البريطانية.
فعلى الرغم من أن التصعيد الأخير لهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر كان حتى الآن "بدائيًا"، فإن تقريرًا صدر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة حذر من أنه "قد يكون صعبًا على الغرب إضعاف قدرات الحوثيين بشكل فعال".
وقبيل الضربات الخميس، هدد عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين المدعومين من إيران، بأن أي هجوم على بلاده "لن يبقى دون رد". تقول سميث: "يبدو أن تفاخره المتهور يرتكز على قدرات الحوثيين المتقدمة تقنيًا في مجال الضربات البحرية، والتي تم إبرازها في سلسلة من الهجمات ضد السفن التجارية الدولية في البحر الأحمر احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة".
قدرة صاروخية إيرانية
في 30 ديسمبر المصرم، أطلقت المدمرة USS Gravely صاروخين مضادين للصواريخ الباليستية عندما استجابت لنداء استغاثة من سفينة Maersk Hangzhou. يمتلك الحوثيون مجموعة من صواريخ كروز المضادة للسفن، فضلاً عن القدرات اللازمة لنشر طائرات بدون طيار وقوارب مسيرة انتحارية، كما يكتب مؤلفا تقرير العهد الملكي سام كراني إيفانز وسيدهارث كوشال.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بتوفير الأسلحة للحوثيين. تقول سميث: "من الناحية النظرية، السلاح الأكثر تطوراً في ترسانتهم هو Asef ASBM، الذي يحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 500 كغم ويبلغ مداه 400 كم. ويُعتقد أنه يعتمد على الصاروخ الإيراني Kahlij Fars ASBM ويستخدم باحثًا كهربائيًا بصريًا للتركيز على هدفه. وصاروخ "المندب 2" الذي يبدو نسخة قريبة من C-802 الصيني مضاد للسفن الذي تم بيعه لإيران في التسعينيات، متاح أيضًا للحوثيين، وقد تم استخدامه لتدمير ومهاجمة العديد من السفن منذ عام 2016".
تضيف: "يمثل أسطول المسيّرات التي يمكنها الطيران لمسافة تزيد على 1500 كيلومتر بحمولة متفجرة، تهديدًا حقيقيًا، فالقوة الأساسية لترسانة الحوثي الصاروخية هي الخبرة".
نقطة ضعف كبيرة
لكن قدرات الحوثيين على الضربات البحرية تعاني من "نقطة ضعف حاسمة" تتمثل في افتقارهم إلى البنية التحتية الفعالة للاستهداف.
تقول سميث: "يعتقد أن الإيرانيين كانوا يملأون هذه الفجوة، حيث قدموا معلومات استخباراتية من سفينة المراقبة MV Behshad، على الرغم من الاشتباه في أن قدراتها محدودة. وقد أفادت التقارير بأن الضربات الأولية فجر اليوم الجمعة أصابت مواقع يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك مرافق تخزين الأسلحة وإطلاق الطائرات بدون طيار".
تضيف: "المشكلة الرئيسية التي تواجه التحالف البحري ليست صعوبة اعتراض صواريخ الحوثيين والطائرات بدون طيار في حد ذاتها، بل تكلفة القيام بذلك وعدم التطابق بين الفعالية التكتيكية والاستراتيجيةف. الحوثيون خصم مثابر وحازم، ومن غير المرجح أن يوقفوا ضرباتهم لمجرد أنها غير فعالة".
المصدر: "تلغراف"