: آخر تحديث
فخورة بإنجازات المرأة السعودية وعملها الدبلوماسي

سفيرة العراق في الرياض: علاقة الرياض وبغداد راسخة وأرى تطورًا على كافة المستويات

26
28
28

إيلاف من الرياض: تسعى سفيرة العراق لدى المملكة العربية السعودية صفية طالب السهيل، التي وصلت حديثًا إلى الرياض لتعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين.
وتنحدر السهيل التي تُعتبَر أول سفيرة لدولة عربية تصل إلى المملكة، من عائلة سياسية ناضلت لسنوات من أجل تحقيق العدل وتطبيق القانون في بلاد الرافدين.

هي ابنة السياسي العراقي المغدور طالب السهيل، وسيدة مثقفة برزت منذ سنوات في"الصالون الثقافي" الذي أسسته في بلدها قبل نحو 15 عاماً من دخولها السلك الدبلوماسي، ثم عملها كسفيرة لبلادها في الرياض.
إيلاف، التقت بها، وكان هذا الحوار: 

*وصلت كسفيرة إلى الرياض بعد رحلةٍ دبلوماسية حافلة في عواصم عدة حول العالم، كيف كانت هذه التجارب؟
- أذهب إلى أي مكان كممثلة لوطني العراق واضعة مصلحته على رأس أولوياتي. فعملي الدبلوماسي يرتكز على توطيد العلاقات والتعاون والتواصل مع الدول التي أتواجد فيها. لقد خدمت بلدي في الأردن وإيطاليا. وكنت مندوبة لدى منظمات الأمم المتحدة الثلاث، وسفيرة غير مقيمة في فلسطين ومالطا وسان مارينو، ولم أدخر جهدًا في كل هذه المهام لتوطيد أواصر علاقاتنا مع هذه الدول والمنظمات.

*كيف استقبلت قرار تعيينك كسفيرة في المملكة؟
- سعدتُ للغاية بهذا القرار، لأن العراق لديه علاقات تاريخية سياسية وثقافية ودينية واجتماعية راسخة مع السعودية. والكثير من العشائر والقبائل العراقية تربطهم علاقات نسب وأصول وتاريخ مع القبائل السعودية بجانب الحدود الجغرافية الواسعة بين البلدين. ولا يمكن أن ننسى الأواصر الوطيدة بين العوائل العراقية والسعودية من شط العرب والبصرة والزبير، وكلنا نعتز بهذه العلاقات ومنها قبيلتي "تميم" التي تعود أصولها إلى بلاد نجد.

*تتواجدين في المملكة منذ فترة قصيرة نسبياً، لكن أود أن اعرف أكثر ما لفت انتباهك حتى الآن؟
- شعرت بارتياح كبير منذ وصولي إلى المملكة ونقلت هذا الأمر إلى القيادة العراقية. فلدي امتنان تجاه ما شاهدته من محبة ورغبة من القيادة السياسية في الانفتاح على علاقات متميزة مع العراق على كافة المستويات العامة والخاصة، بجانب حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحب الشعب السعودي للعراق وشعبه والاعتزاز بحضارته.

*ماذا عن انطباعاتك حول التغييرات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة؟
- شاهدتُ تطورًا كبيرًا على مختلف المستويات. فهناك إنجازات وتنمية على كافة الأصعدة. وهذا يتسق مع الانتقال النوعي نحو مستقبل واعد ورؤية ثاقبة لتنمية شاملة في مختلف القطاعات وفق "رؤية السعودية 2030". ولقد استوقفني بإعجابٍ شديد ما شاهدته من عملٍ دؤوب في ورشة عمل حول الخطط الواعدة للمدن السعودية ومن بينها الرياض مقر إقامتي.

*كيف تنظرين إلى ما حققته المرأة السعودية حتى اليوم؟
- كإمراه عربية
أشعر بفخرٍ كبير لما وصلت إليه المرأة السعودية اليوم. لاسيما مع تميّز النماذج الدبلوماسية النسائية. واعتز كثيراً بكوني أول إمرأة مسلمة عربية تكون سفيرة لبلادها في السعودية. وهو ما يتطابق مع الانفتاح والرؤية للبلدين نحو مشاركة النساء في بناء المجتمع والاستفادة من الطاقات النسوية المتميزة في كافة المجالات. فليس غريباً عندما نرى عددًا كبيرًا من السفيرات والدبلوماسيات السعوديات بأدائهن المتميز في بعثات المملكة حول العالم. وهن يحظين بدعم الدولة والمجتمع، مع التوافق السعودي على أهمية وجود ودور المرأة في الشأن العام والدبلوماسي.

*يُعرَف عنك اهتمامك بالتراث والثقافة والفنون، ولا شك أن ذلك جزء أصيل من رؤية 2030. هلّا حدثتنا عن مشاهداتك وتقييمك للتطور الذي تشهده المملكة في مجال التراث والثقافة؟
- أتطلع لبداية الفعاليات خلال الموسم الجديد، وسيكون هناك تعاون ثقافي عراقي \سعودي في هذه المجالات. فالعراق لديه ريادة في الفنون والمسرح ومختلف المجالات الثقافية. والعام الماضي كانت دولة العراق ضيف شرف بمعرض الكتاب. ترسيخ العلاقات والتعاون يزداد بين البلدين يومًا بعد يوم. وهناك مثقفون وفنانون عراقيون يزورون المملكة بشكلٍ منتظم، بينهم فنانات تشكيليات وشاعرات.
ونحن نأمل أن نعمل مع وزارة الثقافة السعودية والهيئات المعنية بالتراث والفلكلور بشكلٍ أكبر خلال الفترة المقبلة. وسبق أن تحدثت مع أمير الرياض حول هذا الأمر، وسيكون هناك استكمال له مع وزير الثقافة في لقائي المنتظر معه.

*ما هي أكثر القراءات التي أثرت في تشكيلك الوجداني والثقافي؟
- بعد كل هذه السنوات، أقول، كل القراءات تؤثر. لأن المرء يمر بمراحل في حياته وثقافته. ففي بدايتي استهويت قراءة الروايات وبعض القصص القصيرة سواء لكتاب عراقيين أو من الوطن العربي، وكذلك من الخارج. لذلك تأثرت بالكثير من الكتاب. لقد مررت بمراحل عديدة من التحولات التي تأتي من النضج الفكري والثقافي. والدتي أديبة مثقفة، كما كان جدي، والعائلة عمومًا لديها اهتمام بالثقافة. ليس هناك أي صالون سياسي بدون ثقافة، ولا يمكن أن يوجد مجتمع قبلي عشائري بدون شاعر، لذلك، يمكن القول أن المجتمع الذي نشأنا فيه قد ترك تأثيراته متأصلة فينا، وثقافة المرء تتبلور فيما يقرأه ويشاهده خلال حياته.

*انخراطك في السياسة والعمل الدبلوماسي لم يمنعك تأسيس صالون ثقافي في العراق قبل نحو 15 عاماً...
- بالفعل، لقد أسست الصالون الثقافي عام 2007. وكانت تجربة ثرية في وقتها حيث كنا نعيش في العراق في ظل الظروف الصعبة بين عناصر الإرهاب المنظم والتفجيرات المستمرة. فكان هذا الصالون بمثابة رئة ثقافية في بغداد. ولقد جمع بين المثقف والسياسي والدبلوماسي وحتى ممثلي المؤسسات الدولية. حينذاك كنت عضوة في مجلس النواب. وكان هدفنا من اللقاءات الثقافية تشجيع المجتمع على العودة للحياة الطبيعية. وكان الشرط الوحيد للمجتمعين هو عدم الحديث بالسياسة. لذا تركز الاهتمام على الثقافة والحقوق.
ولقد كان هذا أول صالون ثقافي في بغداد تدشنه سيدة. وشجعني على افتتاحه العديد من المثقفين والفنانين العراقيين، وتفاعلوا معه، فتحول من مجرد صالون ثقافي لمنارة أشعر بالفخر والاعتزاز بها إلى اليوم.

*هل ترافقك عائلتك في الرياض؟ وما انطباعاتهم عن المملكة؟
- ابني يتابع دراسته في الخارج، ولم يزر السعودية بعد. لكنه يشعر بحماسٍ كبير لزيارتها كما هو حال كافة شباب المنطقة والعالم الذين يسمعون عن التطورات الهائلة والرائعة في المملكة، ولديهم رغبة لمشاهدة ما أحرزته من تقدم في السنوات الماضية.

*احتفظ والدك السياسي العراقي المغدور طالب السهيل بعلاقات قوية مع الأسرة الهاشمية في الأردن. فهل تحافظين على هذه العلاقات حتى اليوم، بعد نحو ثلاث عقود من اغتياله؟
- بالتأكيد، علاقتنا تاريخية مع العائلة الهاشمية الكريمة التي نكن لها كل الاحترام والتقدير، ولازلنا قريبين منها. كما أن والدتي وأخوتي لا يزالوا يعيشون بين العراق والأردن ولبنان. وشقيقتي الكبرى تُقيم في الكويت مع أبنائها. وجميعنا نعتز ونقدر الأسرة الهاشمية ومحبتهم لنا واستضافتهم التاريخية لعائلتي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار