: آخر تحديث
"ميليشيا" و"مرتزقة" و"خائن".. الجنرالان يتبادلان التهم

المعارك في السودان تدخل أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة

98
81
57

الخرطوم: شهدت الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار السبت فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال.

غرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان/ابريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي".

أوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

ونزح حوالى 75 ألف شخص الى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لاستمرار القتال فيما "ينهار البلد"، حسب ما قال في تصريح لقناة "العربية" الإخبارية السعودية.

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد في منتصف الليل (22,00 ت غ).

ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.

وقال أحد سكان جنوب الخرطوم لوكالة فرانس برس "استيقظنا من جديد على أصوات الطائرات الحربية ومضادات الطائرات في كل الحي".

وأكد شاهد آخر أن المعارك مستمرة منذ الفجر خصوصا حول مقر القناة التلفزيونية العامة في ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.

وأعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحيّة في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاوله للقصف.

"ميليشيا" و"مرتزقة" و"خائن"
تبادل الجنرالان المتصارعان الجمعة الاتهامات عبر وسائل الاعلام.

على شاشة قناة "الحرّة" الأميركية، وصف البرهان قوات الدعم السريع بـ"الميليشيا التي تسعى إلى تدمير السودان"، مؤكدا تدفق "مرتزقة" من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

أما دقلو فتحدث من جهته عبر قناة "بي بي سي" عن خصمه واصفاً إياه بـ"الخائن" معتبراً أنه "ليس جديراً بالثقة".

وكان البرهان ودقلو قد أطاحا معا عام 2021 بشركائهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ سقوط الرئيس عمر البشير عام 2019.

لكن سرعان ما ظهرت خلافات بينهما وتصاعدت حدتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، قبل أن تتطور إلى صراع مسلح في 15 نيسان/أبريل.

وقال ممثل الامم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس لقناة الجزيرة إنه لم يكن هناك "أي مؤشر" الى اندلاع المعارك في 15 نيسان/ابريل، وخصوصا أن طرفي النزاع كان مقررا أن يلتقيا في اليوم المذكور.

مذاك، تتواصل عمليات الإجلاء، ووصلت السبت سفينة تقل نحو 1900 شخص من جنسيات مختلفة إلى جدة في غرب المملكة العربية السعودية. وأعلنت السعودية أنه تم في الإجمال إجلاء نحو 4879 من مواطنيها ومواطني 96 دولة أخرى عبر المملكة.

مهرداد مالك زاده (28 عامًا) الذي نشأ في السودان كان من أوائل الإيرانيين الذين تم إجلاؤهم السبت. وفي جدة وصف لفرانس برس القصف والانفجارات اليومية في الخرطوم، قائلا "لم نتخيل أبدا أن الوضع سيصبح متوترا جدا".

أعمال نهب وحرائق
وكانت المملكة المتحدة اعلنت أن آخر رحلة إجلاء تنظمها ستتم مساء السبت بعدما أخرجت أكثر من 1500 شخص من السودان.

من جهتها، قالت كندا إن "نافذة الفرص تضيق"، وصرّحت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند "نواصل تقييم مختلف الخيارات لإجلاء الكنديين، بما في ذلك عبر الطرق البرية والبحرية".

وأضافت أن "أكثر من 375 كنديا" تم إجلاؤهم من السودان، ولا يزال نحو 300 آخرين ينتظرون المساعدة للخروج من البلد.

يتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يواجه ملايين الأشخاص الإضافيين الجوع في أحد أفقر بلدان العالم حيث كان قرابة ثلث السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا يحتاجون الى مساعدات غذائية قبل اندلاع الحرب.

في غرب دارفور، قتل 96 شخصا على الأقل منذ الاثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير".

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت الى "وقف كل أعمالها تقريبا في غرب دارفور" بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.

وحذّر بيرون في بيان من أن منظمته "قلقة جدا من تأثير أعمال العنف على الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".

وشهد إقليم دارفور حربا دامية بدأت في العام 2003 بين نظام البشير ومتمردين ينتمون الى أقليات إثنية ما أسفر عن مقتل 300 الف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار