: آخر تحديث
الرئيس الروسي يقلل من فاعلية هذا "النظام القديم"

موسكو لا ترى "أي نيّة للإصغاء" لمخاوفها بعد زيارة زيلينسكي لواشنطن

59
54
60

موسكو: اعتبر الكرملين الخميس أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لم تظهر "أي نية للإصغاء للمخاوف الروسية"، بينما قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يريد إنهاء النزاع في "أسرع" وقت ممكن.

في طريق عودته إلى بلاده، التقى زيلينسكي نظيره البولندي أندريه دودا قبل أن يصل إلى أوكرانيا بعد بضع ساعات.

وقال في شريط فيديو تم تصويره في بولندا "عدنا من واشنطن بنتائج جيدة. بشيء سيساعد حقًا"، في إشارة إلى نظام باتريوت الأميركي لاعتراض الصواريخ الذي كانت كييف تطلبه منذ أشهر.

"النظام القديم"

من جانبه، قلّل الرئيس الروسي من فاعلية هذا "النظام القديم".

وأضاف بوتين "خصومنا يعتبرون أنه سلاح دفاعي. حسنًا، سنضع ذلك في الاعتبار. هناك دائما (سلاح) مضاد".

وتابع "ما يفعله هؤلاء لن يجدي نفعاً، فهو يطيل فقط أمد النزاع، ذلك كلّ ما في الأمر"، مؤكدا في الآن نفسه أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت.

وقال "سنسعى جاهدين لإنهائها. وكلما كان ذلك أسرع فهو أفضل بالطبع".

استقبال الأبطال

ولم يتأخر الرد الأميركي، فقد اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي، "اليوم بشكل أساسي، لم تظهر روسيا أي اهتمام (بالانخراط) في دبلوماسية جدية" لإنهاء الحرب.

أما فولوديمير زيلينسكي، فقال إنه ناقش مع دودا في جنوب شرق بولندا أحداث عام 2022 و"ناقش أيضًا خططًا استراتيجية للمستقبل والعلاقات الثنائية والتفاعلات على المستوى الدولي في عام 2023".

حظي زيلينسكي باستقبال الأبطال خلال زيارة خاطفة إلى واشنطن الأربعاء هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الهجوم الروسي في شباط/فبراير، وقد التقى خلالها نظيره الأميركي جو بايدن وألقى خطابا في الكونغرس حظي بتصفيق حار من أعضائه.

وحصل الرئيس الأوكراني على تعهدات بتلقي مساعدات هائلة بقيمة تناهز 45 مليار دولار وشحنات أسلحة إضافية.

حرب غير مباشرة

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "حتى الآن نلاحظ بأسف أن الرئيس (الأميركي جو) بايدن والرئيس زيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للاصغاء للمخاوف الروسية".

وأضاف بيسكوف أنه لم تُسمع خلال الزيارة "دعوات حقيقية من أجل السلام" أو "تحذيرات" أميركية لزيلينسكي من "مواصلة قصف مبان سكنية في بلدات وقرى منطقة دونباس" الواقعة في شرق أوكرانيا والتي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لروسيا.

وتابع "هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل توجهها بشنّ حرب غير مباشرة على روسيا بحكم الأمر الواقع حتى آخر أوكراني".

وكان الكرملين قد حذّر الأربعاء، يوم زيارة فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة، من أن إرسال مزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا لن يؤدي إلاّ إلى "مفاقمة" النزاع.

قوات الغرب مجتمعة

وأكّد زيلينسكي الأربعاء في خطابه أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه أنّ المساعدة الأميركية لكييف "ليست صدقة" بل هي "استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية".

وتتكبّد روسيا انتكاسات ميدانية كبيرة في الأشهر الأخيرة.

ورداً على ذلك، لجأت اعتباراً من تشرين الأول/أكتوبر إلى تكتيك القصف المكثّف للبنية التحتية الأوكرانية، وحرمان ملايين الناس من الكهرباء والمياه والتدفئة في خضمّ فصل الشتاء.

وقد أثر ذلك خصوصاً على العاصمة كييف حيث ظلّ وضع الكهرباء "صعبًا" الخميس، بحسب رئيس الإدارة العسكرية للمدينة سيرغي بوبكو.

على صعيد متصل، أكدت واشنطن الخميس أن مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية الموجودة في أوكرانيا، تلقت "الشهر الماضي" شحنة أسلحة من كوريا الشمالية، وحذّرت من أن تصبح قريبًا "منافسًا" قويًا للجيش النظامي الروسي في ظل خسائره المتفاقمة.

واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الروسي يقاتل "قوات الغرب مجتمعة"، وكشف أن موسكو تعتزم إقامة قواعد لدعم أسطولها في مدينتي ماريوبول وبيرديانسك المحتلتين في جنوب أوكرانيا.

وأعلنت الوزارة الخميس أن شويغو أجرى جولة تفقّد للمواقع الروسية في أوكرانيا، دون تحديد مكانها أو تاريخها.

وكان وزير الدفاع الروسي قد زار منطقة "العمليات الخاصة" قبل أيام قليلة، في مؤشر إلى رغبة موسكو في تعزيز رقابتها على عسكرييها هناك.

عمليات القصف مستمرة

من جانبه أكد رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الخميس أن هدف القوات الروسية في أوكرانيا الآن هو احتلال كامل منطقة دونيتسك الصناعية شرق أوكرانيا. وقال إنه لاحظ "استقراراً" على خطّ الجبهة الممتد 815 كيلومتراً.

لكن القتال وعمليات القصف مستمرة، فقد قُتل شخص واحد على الأقل وأصيب 14 آخرون في أنحاء أوكرانيا الأربعاء، بحسب كييف.

وفي الشرق، أصيب الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري روغوزين في هجوم أوكراني على فندق في دونيتسك، أحد معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا، ويُنتظر أن يخضع لعملية جراحية.

وأكدت "لجنة التحقيق الروسية" الهيئة المكلفة التحقيقات في القضايا الكبرى أن الضربة التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، نُفذت "بذخيرة عالية الدقة وقد تكون أطلقت من شاحنة مزودة بنظام قيصر المدفعي الفرنسي".

كما قُتل رئيس بلدية ليوبيميفكا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر تحت سيطرة الجيش الروسي في خيرسون (جنوب) في هجوم بقنبلة الخميس، وفق ما أفادت إدارة الاحتلال الروسي التي قالت إن أندريه شتيبا، "قُتل بشكل مأساوي في انفجار سيارة" دبّره "إرهابيون أوكرانيون".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار