تكريم المخرج الأميركي جيمس غراي في مهرجان الفيلم بمراكش

إيلاف من مراكش: تواصلت السبت بمراكش، فعاليات المهرجان الدولي للفيلم، في دورته ال19، بتكريم المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي جيمس غراي في حضور عدد من الوجوه السينمائية البارزة، وشخصيات أخرى من عالم الفن والثقافة والإعلام.
وتوج برنامج اليوم الثاني بحفل عشاء أقامه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة السينمائية، وترأسه الأمير مولاي رشيد،رئيس مؤسسة المهرجان.
 
سحر السينما
قدمت للأمير مولاي رشيد بالقاعة الشرفية، بقصر المؤتمرات، لجنة التحكيم المكونة من رئيسها المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، وعضوية الممثلة البريطانية فانيسا كيربي، والممثلة الألمانية ديان كروجر، والمخرج الأسترالي جاستن كورزيل، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي ، والممثل الفرنسي طاهر رحيم؛ فضلا عن عدد من النجوم العالميين الحاضرين في هذه التظاهرة، والشركاء الأجانب والوطنيين.

 المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي جيمس غراي والممثلة الفرنسية ماريون كوتيا

وكان الأمير مولاي رشيد قد كتب، في افتتاحية دورة هذه السنة، عن "سحر السينما الذي يجمعنا من جديد"، مشددا على القيم الإنسانية التي تساهم في إعادة بناء كينونتها في صلب اهتماماتنا جميعا أكثر من أي وقت مضى، اكتشاف الآخر، حوار الحضارات والتعايش.
 
سعادة التكريم
بدا غراي سعيدا، وهو يتسلم "النجمة الذهبية" من يدي الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، التي سبق أن أدت دور البطولة في فيلمه الرابع "المهاجر"، في 2013. ووصفت النجمة الفرنسية غراي، في كلمة مقتضبة، ب" المخرج الكبير".
وأعرب غراي، الذي سبق أن ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ17 للمهرجان، عن شكره العميق للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، وكذا لمؤسسة المهرجان على تكريمه، وعلى تنظيم هذا الحدث الثقافي والفني المتميز. ‎كما عبر عن شرفه الكبير بالحصول على "النجمة الذهبية" للمهرجان، وعن سعادته بالحضور في مراكش، التي قال عنها إنها تحتل مكانة خاصة في قلبه، كما تثير إعجاب أفراد عائلته الذين يزورونها كثيرا.
إثر حفل التكريم، انتقل المخرج الأميركي إلى ساحة جامع الفنا، حيث كان على موعد مع جمهور المدينة الحمراء، الذي تفاعل معه بشكل كبير ومباشر.
 
تقدير الفنانين
يعرض مهرجان مراكش لغراي، بمناسبة تكريمه، أربعة من أفلامه، هي "نحن نملك الليل"، و"عاشقان"، و"إلى النجوم" و"زمن هرمغدون".
وتعد "التكريمات" من أبرز فقرات المهرجان المغربي، الذي ينتظر أن يكرم في دورة هذه السنة، في حفلين لاحقين، الأربعاء والسبت المقبلين، كلا من المخرجة المغربية فريدة بنليزيد والممثلة الأسكتلندية تيلدا سوينتون.
وتقول إدارة المهرجان إن فقرة "التكريمات"، التي تأتي تقديرا لمسارات المكرمين الفنية والمهنية، تعبر عن وفاء لنهج يتمثل في "الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها".
 
سيرة مخرج
تعرف جمهور السينما على غراي في عقد التسعينات من القرن الماضي من خلال أول أفلامه "أوديسا الصغيرة"، الذي أخرجه وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر، مؤكدا نفسه كواحد من كبار المخرجين السينمائيين من أبناء جيله، وأحد أكثرهم موهبة، بعد أن نال عن هذا الفيلم استحسان النقاد، وجائزة النقد في مهرجان "دوفيل"، والأسد الفضي في مهرجان "البندقية" السينمائي الدولي، كما تم اختياره في نفس السنة لجوائز الروح المستقلة، حيث تم ترشيحه لنيل جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو.
وينظر إلى غراي، الذي ولد في مدينة نيويورك، ونشأ في حي كوينز ، ودرس السينما في جامعة جنوب كاليفورنيا، كأفضل من يمثل سينما هوليود الجديدة، والعاشق المطلع للفن السابع، وهو صاحب عمل إنساني وحميمي متفرد، يستعرض العلاقات الأبوية والرومانسية، بشخصيات متفردة واختيارات وجودية.
وقام غراي بإخراج العديد من الروائع، وبات يحظى بمكانة خاصة، سواء في السينما المستقلة أو في أفلام الاستوديوهات. ففي 2000، كتب وأخرج فيلمه الطويل الثاني "الساحات"، أول فيلم له مع خواكين فينيكس، الذي أصبح لاحقا ممثله المفضل، حيث جسد الشخصيات الرئيسية في أفلامه الثلاثة الموالية، كما لعب دور البطولة، أيضا كل من مارك والبيرغ، شارليز تيرون، فاي دوناواي، إلين بورستين وجيمس كان. وقدم الفيلم في عرض عالمي أول في مهرجان "كان" في نفس السنة.
أما "نحن نملك الليل"، ففيلم بوليسي تدور أحداثه في نيويورك، لعب فيه الأدوار الرئيسية، كل من مارك والبيرج، خواكين فينيكس، إيفا مينديز وروبرت دوفال، وقد ترشح لنيل جائزة "سيزار" أفضل فيلم بلغة أجنبية سنة 2008. بعد أن كان قد شارك سنة 2007 في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان".
وتم اختيار فيلم "عاشقان" (2008) في حفل توزيع جوائز "الروح المستقلة"، مرشحا لجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل ممثلة. وفي هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه في حي بروكلين، تشارك خواكين فينيكس وكوينت بالرو أدوار البطولة مع فانيسا شاو وإيزابيلا روسيليني، وقد عُرض لأول مرة في مسابقة مهرجان "كان" سنة 2008، كما ترشح لجائزة "سيزار" أفضل فيلم أجنبي سنة 2009.
وفي مايو 2013، شارك فيلمه الرابع "المهاجر"، من بطولة خواكين فينيكس، ماريون كوتيار وجيريمي رينير، في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان". وفاز الفيلم بالعديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثلة لماريون كوتيار، وجائزة أفضل تصوير لداريوس كوندجي من دائرة نقاد السينما في نيويورك.

المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي جيمس غراي في ساحة جامع الفنا بمراكش
 

فيلم "مدينة Z المفقودة"
أما فيلم "مدينة Z المفقودة"، فمستوحى من رواية ديفيد غران، التي لاقت نجاحا كبيرا، وقد لعب فيه الأدوار الأولى كل من تشارلي هونام، سيينا ميلر، روبرت باتينسون وتوم هولاند، وقدم في عرض عالمي أول في اختتام مهرجان "نيويورك" السينمائي سنة 2016، وبدأ عرضه في قاعات السينما في الولايات المتحدة في أبريل 2017.
وقام غراي بإخراج الفيلم الموالي، "إلى النجوم"، الذي شارك في كتابته وإنتاجه، ولعب فيه دور البطولة كل من براد بيت، وتومي لي جونز، وروت نيجا. وبعد عرضه العالمي الأول في مهرجان "البندقية" السينمائي الدولي، خرج في قاعات السينما بالولايات المتحدة في سبتمبر 2019. ويحكي هذا الفيلم قصة رائد فضاء يخوض مغامرة بلوغ أبعد مدى في النظام الشمسي بحثا عن والده المفقود، وكذا لأجل حل لغز يهدد بقاء كوكب الأرض. وخلال رحلته، سيواجه حقائق تشكك في طبيعة الوجود البشري، وفي مكانة الإنسان في الكون.
أما أحدث أفلامه، "زمن هرمغدون"، الذي كتبه وأخرجه وأنتجه، فحظي فيه كل من أنتوني هوبكنز، آن هاتاواي وجيريمي سترونج بالأدوار الرئيسية، وسيخرج إلى القاعات خارج الولايات المتحدة خريف هذه السنة. وهو ينقل حكاية شخصية للغاية، عن انتقال فتى من حي كوينز لمرحلة البلوغ خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، عن قوة العائلة، وعن سعي الأجيال المتعاقبة خلف الحلم الأميركي.