: آخر تحديث
افتتحت ميناء جبل علي ومركز دبي التجاري الدولي.. في زيارة تاريخية

إلزابيث الثانية.. شاهدة على انطلاق نهضة دبي

19
18
18

يعود تاريخ العلاقة بين الإمارات وبريطانيا إلى القرن التاسع عشر، إذ تمتد لأكثر من قرن ونصف، وتشتمل على الروابط الثقافية، والشخصية، وقطاع الأعمال، وشكلت الزيارة الأولى للملكة إليزابيث الثانية لدولة الإمارات في فبراير 1979، علامة فارقة في مسيرة علاقات التعاون بين البلدين الصديقين.
 


الملكة تلقي كلمتها في الإمارات بحضور الأمير فيليب والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم خلال افتتاح ميناء جبل علي عام 1979(وام)

وقامت الملكة بعدة زيارات إلى دولة الإمارات. وشهدت "الراحلة" على انطلاق النهضة الحضارية والتنموية في دبي، حيث افتتحت ميناء جبل علي ومجمع الألومنيوم، ومركز دبي التجاري الدولي، والحوض الجاف.

وكانت المدينة قد استقبلتها بالزينة والأنوار والأعلام واللافتات التي حملت عبارات الترحيب، إلى جانب الاحتفالات الرسمية والشعبية رائعة.

وكان لوقع زيارتها والاحتفاء بها انعكاسات إيجابية ترجمت على عدة صعد بينها قرار اتخذه الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بالإفراج عن المسجونين المحكوم عليهم بالسجن لمدة تقل عن 3 أشهر، وشمل هذا القرار الذي نفذته قيادة شرطة دبي، 35 سجيناً، بينهم اثنان من البريطانيين.
 


صورة أرشيفية للملكة الراحلة مع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

استقبال

وتم استقبال إليزابيث الثانية آنذاك استقبالاً رسمياً، حيث توجهت، برفقة الشيخ راشد، إلى المنصة الرسمية، وعزفت الموسيقى السلام الملكي البريطاني، والنشيد الوطني لدولة الإمارات. ثم استقلت والشيخ راشد سيارة خاصة، تتقدم الموكب الرسمي، متجهة عبر شارع المكتوم، حيث اصطف على جانبيه آلاف من المواطنين والوافدين، لتقديم التحية للموكب، وصولاً إلى بلدية دبي، حيث ازدحم الآلاف ملوحين بأعلام البلدين، رمزاً للصداقة العميقة التي تربط بينهما.

وكان في استقبال موكب الملكة أمام المبنى الجديد لبلدية دبي، الشيخ الراحل حمدان بن راشد آل مكتوم، وكان آنذاك يشغل منصبي وزير المالية والصناعة، رئيس البلدية، وكمال حمزة مدير البلدية آنذاك، ورؤساء الأقسام في المدينة.
 


صورة أرشيفية للملكة والامير فيليب خلال عشاء على يخت ملكي برفقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 24 شباط\فبراير 1979(وام)

مفتاح المدينة

وقدم الشيخ حمدان بن راشد مفتاح مدينة دبي للملكة، التي أزاحت الستار عن اللوحة التذكارية للمبنى، معلنة افتتاحه.

ومر موكبها بعدها بشارع الكورنيش ونفق الشندغة ومنطقة الكرامة الجديدة، إلى كنيسة الثالوث المقدس، حيث ودعها الشيخ راشد، بينما حضرت وزوجها الأمير فيليب وعدد من المرافقين الصلاة.

هدايا تذكارية

وتبادل الشيخ راشد بن سعيد والملكة الهدايا التذكارية، حيث قدم لها رمزاً من الذهب الخالص لشجرتي نخيل، وأمامهما ناقة وحوار. وقلدت الملكة الشيخ راشد وسام الفارس الأعظم من الطبقة الأولى، للقديس ميشيل والقديس جورج. كما قلدت نفس الوسام من الطبقة الثانية، للراحل، الشيخ مكتوم بن راشد.

افتتاح ميناء جبل علي

وخلال اليوم الثالث لزيارة الملكة إليزابيث، خرج الجمهور بالآلاف من مواطنين وأبناء الجاليات الأجنبية مع أولادهم، لأداء التحية لموكب الملكة، كما حضر المئات منهم احتفالات لإطلاق عدد من المشاريع الصناعية الضخمة، التي تعتبر من أهم صروح النهضة الاقتصادية بالدولة، إذ افتتحت الملكة رسمياً ميناء جبل علي، الذي بلغت تكاليف إنشائه 6 مليارات درهم.

وجالت بعدها في المنطقة الصناعية، التي تضم عدداً من المصانع، من أبرزها: مصنع الغاز ومصنع الأسمنت، وورشة تصنيع هياكل الفولاذ الإنشائية، ومحطة توليد الطاقة الكهربائية، ومصنع كوابل الأسلاك الكهربائية، كما افتتحت مجمع الألومنيوم، ومركز دبي التجاري الدولي، والحوض الجاف.

وافتتحت الملكة إليزابيث، يصحبها الشيخ راشد، ميناء جبل علي، الذي ضم 72 رصيفاً، واستغرق العمل فيه 4 سنوات، وضم ترسانة خاصة لإصلاح السفن، وأرصفة خاصة مجهزة برافعات حمولة 6 آلاف طن، وحوض جاف، يضم مرابط للسفن التي تبلغ حمولتها 30 ألف طن، ثم قام الموكب بجولة في أنحاء المنطقة الصناعية في جبل علي، حيث كان يجري استكمال إنشاء معمل ومصنع الألومنيوم، الذي بدأ إنتاجه في شهر أكتوبر 1980، كما كان العمل يجري آنذاك في إنشاء مصنع غاز النفط السائل، الذي سيقوم بتكرير كل الغاز الطبيعي الناتج من حقول «فتح». إضافة إلى مصنع للإسمنت، تبلغ طاقته الإنتاجية نصف مليون طن سنوياً، وورشة تصنيع هياكل الفولاذ الإنشائية، ومحطة توليد الطاقة البخارية، ومصنع كوابل الأسلاك الكهربائية.

مصهر الألومنيوم

وبعدها توجه الموكب الملكي إلى مجمع ومصهر الألومنيوم، ومشروع تحلية المياه. حيث كان في استقباله آنذاك الشيخ حمدان بن راشد وزير المالية والصناعة، ورئيس مجلس إدارة شركة دبي للألومنيوم المحدودة «دوبال» آنذاك، ودعا الشيخ حمدان الملكة إليزابيث الثانية لتلقي كلمة موجزة، ومن بعدها تقوم بتدشين مشروع تحلية المياه، التابع لشركة ألومنيوم دبي المحدودة. ثم قدم المسؤولون عن الشركة هدية للملكة ونائب رئيس الدولة، عبارة عن أوعية فضية دقيقة الصنع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار