: آخر تحديث
القوى المدنية تتظاهر مطالبة بالتغيير الشامل

العراق نحو التصعيد: الإطاريون يعتصمون.. والصدريون يتحفزون

66
65
72
مواضيع ذات صلة

ايلاف من لندن : شهدت بغداد ومحافظات شمالية وجنوبية الجمعة تظاهرات استعراض للقوة لأنصارالقوى السياسية المتصارعة، بين دعوات لحل البرلمان وبين حماية الدولة ومطالب بتغيير شامل، وسط تصعيد للاحداث.

الاطاريون : اعتصام مفتوح واعلان لمطالب

في تصعيد للوضع السياسي، اعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية الموالية لإيران اعتصاما مفتوحا بمحيط المنطقة الخضراء. نصب انصاره خيام اعتصامهم في ما يواصل خصومهم في التيار الصدري اعتصامهم داخل الخضراء منذ ايام وسط مخاوف من مواجهات بين الطرفين.

متظاهرو الاطار الشيعي يرفعون الجمعة 12 اغسطس 2022 شعارات مؤيدة للمرجع السيستاني ورئيس القضاء زيدان وللحشد الشعبي

وقال الاطار في بيان تابعته "ايلاف" انه قرر في ختام تظاهرته اليوم  إعلان الاعتصام  المفتوح من أجل تحقيق مطالب عدة تتقدمها الإسراع بتشكيل حكومةٍ خدميةٍ وطنيةٍ كاملة الصلاحيات وفق السياقات الدستورية  لإعادة هيبة الدولة ومعالجة مشاكل المواطن العراقي.. ومطالبة القوى السياسية وخصوصا الكردية بالتعجيل في حسم مرشح رئاسة الجمهورية وتكليف مرشح الكتلة الأكبر لرئاسة الوزراء، وإنهاء كل ما يعيق الإسراع بحسم الموضوع.

وأكد الاطار دعمه "التام للقضاء العراقي ومؤسساته ورفض أي تجاوز عليه أو إساءة له فهو الركيزة الأساس التي تقوم عليها الدولة العراقية".. كما طالب رئيس مجلس النواب بإنهاء تعليق العمل والتحرك الفاعل من أجل إخلاء المجلس وتفعيل عمله التشريعي والرقابي .. وشدد على القوات الامنية بضرورة حماية مؤسسات الدولة والحفاظ على هيبتها وتمكينها من أداء عملها دون أي معوقات.   

انصار الاطار الشيعي ينصبون خيام اعتصامهم المفتوح الجمعة 12 اغسطس 2022 في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد

وحذر الاطار من أن البلد دون حكومةٍ كاملة الصلاحيات قد وصل إلى مرحلة صعبة و تعاني الجماهير مِن هذا الوضع المأساوي أشدّ المعاناة.  

ورفع متظاهر الاطار الذين خروجوا في محافظة البصرة الجنوبية ونينوى الشمالية أيضا شعارات تؤكد ان "الشعب يحمي الدولة" كما رددوا هتافات تدعو المرجع الشيعي الاعلى في البلاد علي السيستاني الى التدخل في الازمة الحالية والضغط من اجل حلها.

ألصدريون : انتظروا التعليمات

في داخل المنطقة الخضراء تظاهر الاف من انصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في محيط مبنى البرلمان الذي يواصلون اعتصامهم هناك منذ حوالي اسبوعين كما تظاهروا في 8 محافظات اخرى.

وحيا صالح محمد العراقي المتحدث باسم الصدر المتظاهرين في مختلف المحافظات قائلا في تغريدة قصيرة تابعتها ايلاف "حياهم الله .. انتظروا التعليمات.. جزيتم خيرا" من دون اي توضيح آخر.

وفي وقت سابق اليوم نظم التيار الصدري صلاة شيعية سنية موحدة بداخل المنطقة الخضراء حيث يعتصم الصدريون في محيط البرلمان هناك منذ حوالي الاسبوعين.

وأكد خطيب الصلاة مهند الموسوي أن الثوار مستمرون حتى تحقيق المطالب مشددا عليهم بضرورة الاستمرار في الاعتصام. واعتبر ان الثورة بمثابة بارقة أمل وفرصة لإنقاذ العراق من الفساد.. مؤكدا على ان الثوار مستمرين حتى تحقيق مطاليبهم في حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة ومحاربة الفساد.

القوى المدنية والمستقلة: لا للمحاصصة الطائفية

بعيدا عن انصار الصدر والاطار فقد تظاهر المئات من انصار القوى المدنية والديمقراطية وممثون عن اتحادات ونقابات في ساحة الفردوس وسط العاصمة شكلت "صرخة بوجه المحاصصة والفساد" كما قال المنظمون.

ورفع المشاركون في التظاهرة وهم من عدد من محافظات البلاد خارج العاصمة الاعلام العراقية ورددوا شعارات تدعو الى تغيير شامل يقود لدولة المواطنة عبر حل البرلمان وانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة انتقالية. ونددوا بالفساد والمحاصصة وبتدهور العملية السياسية والانسدادات المتكررة لها وعدم الوصول الى حلول ناجعة وحقيقية للازمات التي يعاني منها العراقيون.

واصدروا بيانا دعوا فيه الى اجراء انتخابات حرة نزيهة تفرز برلمانا جديدا  وشددوا على رفضهم العودة الى النهج الفاشل في الحكم الذي كوى العراقيين بأزماته.

التظاهرات لم تشهد عنفا

انتهت التظاهرات الثلاث وسط بغداد مساء اليوم بسلام ولم تشهد اي عنف او مشاحنات حيث اتخذت السلطات الامنية احترازات مشددة حول المنطقة الخضراء والشوارع المحيطة بها والمؤدية اليها.

فقد اغلقت القوات الامنية مدخل الجسر المعلق المؤدي الى الخضراء وجسر الطابقين الموصل لحي الكرادة قربها بالكتل الإسمنتية، كما عززت من انتشارها الامني في مناطق وسط العاصمة.

كما تولى جهاز أمن الحشد الشعبي مهم الفصل بين متظاهري التيار الصدري والاطار التنيقي تحسبا لاي احتكاك بينهم.

أزمة تفجرت فأفرزت شظاياها مطالب جديدة

يشار إلى أن العراق يعيش منذ 300 يوم شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 ولم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس لحكومة جديدة.

ويكمن الخلاف الأساسي في أن التيار الصدري أراد حكومة "أغلبية وطنية" بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران الإبقاء على الصيغة التوافقية.

وتصاعدت الأزمة الحالية أثر رفض التيار الصدري نهاية تموز يوليو الماضي مرشح الأطار التنسيقي لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني الذي يعتبره الصدر مرشح خصمه اللدود القيادي في الاطار رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.

وتعلو حاليا اصوات الاحزاب والنخب السياسية داعية الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسية الخطيرة التي تُخيم على العراقيين وتنذر بنتائج كارثية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار