إيلاف من لندن: رد زعيم التيار الصدري في العراق على وساطة تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في العراق بينه وبين خصمه السياسي الإطار الشيعي مؤكداً أنه لا تنازل عن حل البرلمان ومواجهة الفساد والتبعية ورفض الحوارات الهزيلة.
وشدد مقتدى الصدر في تغريدة على "تويتر" مساء السبت تابعتها "إيلاف" على أن مطالب مواجهة الفساد والتبعية وحل البرلمان أصبحت شعبية وسياسية ونخبوية لابديل عنها.. مؤكداً أنه لا تنازل عن هذه المطالب مطلقاً وأن "الثوار" مستمرون بحراكهم حتى تنفيذها.
وجاءت تأكيدات الصدر هذه رداً على ما يبدو على تصريحات لرئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت التي قالت عقب لقائها معه في النجف (160) جنوب بغداد الجمعة الماضي ورفضت فيها الإفصاح عن نتائج اللقاء الذي وصفته فقط بالجيد قائلة أن "الصدر سيدلي بما في جعبته".
وجاء هذا اللقاء عقب يومين من مباحثات أجرتها بلاسخارت الأربعاء مع رئيس تحالف الفتح القيادي في الإطار الشيعي الموالي لإيران هادي العامري في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية الغارق فيها العراق منذ 300 يوماً حين جرت الانتخابات المبكرة في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2021.
دعوة لوقفة جادة
وقال الصدر في تغريدته "بفضل الله ونعمته وجهود المعتصمين الأبطال.. جاءت ردود إيجابية فيما يخص حل البرلمان وتجاوب شعبي وعشائري ومن الأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني وخطباء المنبر الحسيني ومن بعض علماء الحوزة العلمية الشريفة ومن بعض القيادات السياسية الكردية والسنّية بل والشيعية أيضاً".
إلغاء لقاء للعامري مع الصدر
وأضاف "فبعد أن أوجه الشكر لهم.. أدعوهم لوقفة جادة لإنقاذ العراق من أنياب الفساد والتبعية ولكي نقوم بتصحيح مسار العملية السياسية التي أضرّت بالعباد والبلاد". كما ناشدهم بالقول "تعالوا الى كلمة سواء والى أفعال جادّة وحقيقية ولنبتعد عن الحوارات الهزيلة فالعراق بحاجة الى الأفعال لا الأقوال".
وبعد رفض الصدر هذا لما وصفها بالحوارات الهزيلة فقد كشفت مصادر مقربة من التيار الصدر عن إلغاء زيارة كان سيقوم بها العامري الى الصدر بمقر إقامته في النجف لبحث آخر التطورات السياسية على الرغم من تخويل الإطار التنسيقي له بالتواصل مع زعيم التيار الصدري.
لا تنازل عن المطالب إطلاقاً
وأكد الصدر في تغريدته أن "الشعب يصبو الى الإصلاح الحقيقي الذي ينقذهم مما هم فيه من معاناة لم يعد الصبر عليها محموداً".. منوهاً الى أن "الثوار مستمرون بثورتهم حتى تحقيق المطالب ولن يتنازلوا على الإطلاق فهي فرصتهم الوحيدة والأخيرة".. داعياً إياهم الى الاستمرار "حتى تحقيق المطالب وأنا معكم أيها الشعب الأبيّ للضيم كإمامه الحسين".
زيارة لمنزل السيستاني
ويأتي موقف الصدر هذا بعد ساعات من زيارته الى منزل المرجع الشيعي الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني.
وفي شريط فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وتابعته "إيلاف" فقد ظهر الصدر مستقلاً سيارة صغيرة قديمة دخلت الى الباحة الخارجية لمنزل السيستاني في مدينة النجف القديمة ليترجل منها ويدخله لحضور مجلس عزاء عاشوراء استشهداد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب.
وأشارت مصادر عراقية الى أن حضور الصدر مجلس العزاء تم بدعوة وجهت له ما اعتبرتها بمثابة رضا للمراجع الأعلى عن مواقف الصدر الأخيرة ومطاليبه السياسية.
وأشارت الى أنه بينما تتم دعوة الصدر الى منزل السيستاني فإن المرجع يرفض للعام السابع على التوالي للعام الرابع على التوالي من استقبال أي مسؤول سياسي أو رسمي عراقي تعبيراً عن استيائه لممارسات الطبقة الحاكمة وسوء إدارتها للبلاد.
وكان السيستاني قد رفض منح أي تأييد للكتل السياسية خلال انتخابات البرلمان عام الماضي 2018 مقابل تأييده ضمناً للتظاهرات الشعبية انطلقت في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب أواخر عام 2019 تطالب بالخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد وأسقطت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي.
وكان مهند الموسوي خطيب الجمعة الشيعية السنية الموحدة التي أداها آلاف من أنصار الصدر وسط بغداد قد دعا الشعب العراقي إلى الثورة على الفساد ودعم الإصلاح.
يشار الى أن الصدر لا يزال رغم انسحابه من البرلمان مؤثراً إلى درجة كبيرة في العملية السياسية ومسار تشكيل حكومة جديدة وبفوزه بـ73 نائباً فقد كان يسعى الى تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي تشكيل حكومة توافقية.
إلا أن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في حزيران/ يونيو الماضي في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين حيث دفع بعدها بأنصاره لاقتحام مبنى البرلمان وسط المنطقة الخضراء في بغداد مطالباً بحله والذهاب لانتخابات مبكرة.